الموقع اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ

للرد ونقد علمي علي المنحرفين عقائدیا..

حول الموقع


ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ .. ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﯾﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺸﯿﻊ،، ﺫﻟﻚ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﺑﺎﻹﺧﺺ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﯽ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﯿﺪﺭﻱ ﻭﺟﻤﻊ ﺟﻤﯿﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺇﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺿﻼﻟﺖ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺟﻞ ..

صفحتنا على شبكات التواصل الاجتماعي

الاقسام الموقع

ميزات أخرى




فی الموقع
فی النت

إحصائيات الموقع :

زوار اليوم : 67
الزيارات أمس: 297
زيارة أسبوع: 67
زيارة الشهر: 507
مجموع الزوار : 84692
عدد من المقالات : 755
عدد التعليقات : 1
عدد المتواجدون الآن: 1

الإتصال بنا

الإسم :
البريد الإلكتروني:
عنوان الرسالة:
الرسالة:

مقالات الموقع الأخيرة

إعلانات مميزة

روابط الأصدقاء الموقع


الأرشيف

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ : اذا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فی امَّتی فَلْیظْهِرِ الْعالِمُ عِلْمَهُ وَ الَّا فَعَلَیهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکةِ وَ النَّاسِ اجْمَعینَ؛ المصدر: ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺝ1 ، ﺹ 54 & مجلسی، بحارالأنوار، ج 54، ص 234، ح 188 & الفصول المهمة في أصول الأئمة 1/522 ...  عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِيهِمْ وَ الْوَقِيعَةَ وَ بَاهِتُوهُمْ‏ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَ يَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ المصدر : الكافي (ط - الإسلامية) / ج‏2 / 375 / باب مجالسة أهل المعاصي ..... ص : 374... أَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَبآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَدآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الاْدْعِيآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلآءَ ، أَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمآءِ،  ... السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ  ... السلام علیك یا عليّ الأكبر... وروي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال:   لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل ،،، تفسير الإمام العسكري (ع): 116  وصية المرجع رضوان الله تعالى عليه  :  نصيحتي اليوم لجميع المؤمنين الغيارى هي للدفاع عن مسلمات المذهب الحق وأن لايعطوا لأحد مجالاً للتشكيك وإلقاء الشبهات في أذهان العوام خصوصاً في قضية الشعائر الحسينية فإن حفظ المذهب في هذا العصر يتوقف على حفظ الشعائر الحسينية.....

ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الثانية) 

  

ابن عربي أفضل من النبي محمد
(صلى الله عليه وآله)
 
ذكرنا في الحلقة الأولى أن ابن عربي يطلب أن يكون كالأنبياء بل يطلب أن يكون تأثيره وبركته أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وآله، وكان ذلك مقدمة لدعوى أنه أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وآله ففي: فصوص الحكم لمحي الدين ابن عربي مطبوع عام 1405هـ 1985م بمطبعة زيد بن ثابت.
 
قال في ص49-58: (إن خاتم الأولياء تابع في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى)
 
أقول: هنا يبين أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من وجه، وخاتم الأنبياء أفضل مِن وجه آخر، وهنا يرد إشكال في تفضيل خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء ويجيب عن هذا الاشكال بقوله:
 
(وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم، وفي تأبير النخل. فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء وفي كل مرتبة).
 
أقول: هنا يستدل على أن الأفضل لا يجب أن يكون أفضل في كل شيء فإن حكم عمر في قضية اسارى بدر أفضل من حكم النبي محمد وكذلك الناس أعلم من النبي محمد بتأبير النخل لأنهم أعلم بدنياهم، فهذان وجهان يثبتان عنده عدم افضلية النبي محمد في كل شيء، فلا يستغرب - حسب دعواه – أن يكون خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من بعض الوجوه، بقي علينا أن نعرف بم فضّل خاتم الأنبياء على خاتم الأولياء، وبم فضّل خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء، فاقرأ ما يقول:
 
(ولما مُثّل للنبي صلى الله عليه وسلم النبوة بحائط من اللبن وقد كمُل سوى لبنة، فكان صلى الله عليه وسلم تلك اللبنة. غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنة واحدة. وأما خاتم الأولياء فلابد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثّله به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرى في الحائط موضع لبنتين، واللبن من ذهب وفضة. فيرى اللبنتين اللتين ينقص الحائط عنهما ويكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة. فلابد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء وتينك اللبنتين فيكمل الحائط. والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ عن الله السر ما هو بالصورة الظاهرة متّبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلابد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول).
 
أقول: قد اتضح من قوله السابق هذا أن خاتم الأنبياء أفضل من خاتم الأولياء باعتبار أن خاتم الأولياء تابع لخاتم الأنبياء في ظاهر الشرع، أما خاتم الأولياء فيتميز بكونه يتلقى عن الله تعالى مباشرة بلا وحي، بخلاف خاتم الأنبياء فإنه يتلقى عن الله تعالى بواسطة الوحي، ومن هنا يتضح دعواه في افضلية خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء، فإن ما امتاز به خاتم الأنبياء ليس إلا أمراً ظاهرياً للناس، وأما ما امتاز به خاتم الأولياء هو أمر أعظم وأجل من التبعية الظاهرية التي هي ليست حقيقية لأن خاتم الأولياء يتلقى عن الله مباشرة فليس بحاجة إلى خاتم الأنبياء.
 
وبعد أن عرفنا أفضلية خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء علينا أن نعرف من هو خاتم الأنبياء ومن هو خاتم الأولياء، أما خاتم الأنبياء فالكل يعلم أنه النبي محمد بن عبد الله، وأما خاتم الأولياء الذي يرى نفسه لبنتين إحداهما فضية والأخرى ذهبية ليس هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بل هو ابن عربي، تعرف هذا من خلال رؤيا ادعى أنه رآها وفيها أنه رأى نفسه اللبنتين من الذهب والفضة في الفتوحات المكية لابن عربي ج1ص314.
ومما يزيدك يقيناً بانه يدعي انه خاتم الأولياء الذي يتلقى عن الله تعالى مباشرة لا بواسطة وحي هو ما قاله في الفصوص أيضا ص19:
 
(فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي، ولا أُنزل في هذه السطور إلا ما يُنزّل به عليّ، ولست بنبي ولا رسول ولكني وارث ولآخرتي حارث…
إلى أن يقول: فأول ما ألقاه المالك على العبد من ذلك...).
 
يدعي أن ما يقوله هو ما القاه الله عليه وكان أول ما القاه المالك المعبود هو كذا وكذا من خزعبلاته في الفصوص.
 
وهل توقف ابن عربي عند هذا الحد في ادعاءاته؟
 
انتظروا الجواب في الحلقة القادمة

 

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

التاريخ : 2013/08/13    

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=34914

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

60

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح5

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

  

ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 

 

 
' الحلقة : الخامسة ' 
___________________

  

17- قد يتسائل ان ارجاع القرآن تبيانه وتأويله إلى أهل البيت (عليهم السلام) من جانب، وأما من جانب آخر فأهل البيت (عليهم السلام)، ارجعوا ميزان الحديث إلى العرض على الكتاب أليس ذلك تدافع وتدوير ودور؟!

 

فالجواب ما تقدم من ان المحكم من الكتاب والسنة يعرض عليه المتشابه من الطرفين، بل المحكم من الكتاب والسنة والعقل والوجدان يعرض عليه المتشابه من الأربعة، فإن العقل فيه محكم وهي البديهيات ومتشابهة الأمور النظرية في إدراكه، وكذلك الوجدان وهو الإدراك العياني، فإن الفطريات محكمة وأما المشاهدات الحادثة فمتشابهة. 

  

18- إن المحكم من الاربعة أيضاً طبقات، فإن فوق كل محكمٍ محكمُ مهيمنُ عليه، والتحتاني يعتبر متشابه بلحاظ ما فوقه، وإن كان محكماً بلحاظ ما دونه، فلاحظ تسمية القرآن الحس البصري متشابه مقابل الوحي في قصة قتل نبي الله عيسى (عليه السلام): ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾ ، وهذه الآية احتار الفخر الرازي في تفسيرها حيص وبيص وقال كيف يشكك القرآن في حجية الحس.

  

19- انظر كيف يصف القرآن التمسك ببعض ما أنزل من القرآن يوجب الضلالة والزيغ رغم كونه قرآناً وآيات منه فقال : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾، فاتباع تلك الآيات زيغ وفتنة وهذا مما ينادي به القرآن بأن تفكيك التمسك بالمصحف دون الحديث زيغ وفتنة وافتتان وتشابه وضلالة وزيغ في القلوب، وهذا مما يبرهن ضرورة المعية بين الثقلين في نداء القرآن كما هو نداء العترة كذلك بمعية الثقلين.

  

20- هذه المعية بين الثقلين في كل طبقات الثقلين حتى يتصاعدان إلى عند الله، ألا ترى قول النبي (صلى الله عليه وآله) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

  

21- والسبب في معية الثقلين ليس اختلاف حقيقتهما لكنهما متلازمان، بل في الحقيقة انهما شيء واحد في طرفهما العلوي، وإنما تشعبا نزولاً، ومن ثم وصفهما النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين بحبل واحد.

 

السبب في ضرورة معيتهما ان البشر قاصر عن استيعاب اللا محدود من الكتاب وسيأتي أوصاف اللا محدودة التي ذكرته السور القرآنية، فمع كونه لا محدود ولا متناهي ولا يحيط الإنسان المحدود في علمه وإدراكه وفهمه مهما تشدق بعلم التفسير ومهما تبنطح ببطن بطين وهيكل عريض فإن المعلومات محدودة فكيف يحيط باللا محدود من القرآن.

  

والحمد لله رب العالمين،، 
 
يتبع إن شاء الله..
 
 
الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
التاريخ : 2013/08/11
 
 
المصدر
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34826
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح4

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 
 
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 
 
' الحلقة : الرابعة '
 
______________________
 
15- إرجاع القرآن تأويله وتبيانه إلى الراسخين في العلم في آية آل عمران: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾ وكذلك في آية العنكبوت: ﴿بل هو -أي القرآن كله- آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ وقد أفصح القرآن عن الذين أوتوا العلم وهم الذين يمسونه المطهرين أهل آية التطهير لا زيد ولا عبيد ولا شحيط ولا محيط بالتعبير النجفي.. وهذه الآية الكريمة من سورة العنكبوت أيضاً من آيات حديث معية الثقلين وعدم افتراقهما، وهذه ثالث آية في معية الثقلين مفاد حديث الثقلين النبوي.
 
16- قد يتسائل إن إرجاع القرآن تبيانه وتأويله إلى أهل البيت (عليهم السلام) الثقل الآخر كما هو أيضاً في قوله تعالى: (إن علينا بيانه) وقوله تعالى: (ويعلمهم الكتاب والحكمة) أي مسؤولية لا يقوم بها إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ينصبه الله تعالى لذلك، وغيرها من الآيات الدالة على ان تبيان القرآن هو مسؤولية السماء لأن الكتاب سماوي، ومسؤولية الغيب لأن القرآن كتاب غيبي، وإن كان طرفاً يسيراً منه نازلا بيد الناس لا كله بل لا جله بل لا نصفه، بل جزء يسير نازل طرف أرضي منه بيد الناس وأما المعظم من هذا الحبل المتصاعد إلى الله فليس بيد الناس، ومقام العندية لله الذي للطرف الآخر فهو إنما يمسه المطهرون أهل البيت (عليهم السلام) فمن ثم كان تبيانه وتأويله لديهم وهو شطر لا متناهي كما وصف القرآن نفسه انه لا متناهي، لا ككتب البشر الأرضية متناهية.
 
والحمد لله رب العالمين، ،
 
يتبع إن شاء الله. .
 
الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
التاريخ : 2013/08/10
 
 
المصدر
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34786
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح3

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )

ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 

' الحلقة : الثالثة '

______________________

11- انظر إلى الحديث النبوي المعجز حديث الثقلين, فقد وصفهما بحبل ممدود طرف منه عند الله تعالى, وطرف منه عند الناس, فيقع التساؤل لفهم جوامع الكلم الذي أوتيه سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله), لماذا وحد الحبل لا حبلان؟! ثم لماذا التشبيه بالحبل؟ ثم لماذا منعوتا بأنه ممدود! ولماذا ليس ملفوفاً؟

كل هذه تنبيهات بإختصار على ان -خط الإنترنيت- بين الأرض والسماء هو خط واحد لا خطان, وهو أهل البيت (عليهم السلام), وان القرآن عندما يتصاعد من الأوراق وتنزيل الكتاب إلى الأعلى يتحد مع حقيقية أهل البيت (عليهم السلام) ويكونان حقيقية واحدة, وخط -انترنيت- واحد, وهو حبل متصل وسبب بين الأرض والسماء. 

12- من التصوير المرسوم في الحديث النبوي بالحبل يتضح وجه إن شخص أهل البيت (عليهم السلام) القرآن الناطق لا أوراق تنزيل الكتاب, فإنها قرآن صامت لا ينطق, ولاحظ ان هذه الملحمة المعرفية الإعتقادية قد سجرت لها حرب صفين, أي كان ضريبتها حرب صفين كي يبرز الباري (عز وجل) هذه المعادلة النورية, وهي إن القرآن الناطق علياً (عليه السلام) لا المصحف الشريف المقدس, فالفتنة التي حدثت صحصحت ببصيرة خالدة للأمة وهي هذه المعادلة. 

13- طبعا هذه المعادلة ذات طبقات, 

فإنه إذا قيس ومقارنة بين شخص الإمام (عليه السلام) والمصحف فإن القرآن الناطق هو المعصوم (عليه السلام) لا المصحف, وأما إذا قيس الكلام المكتوب للإمام فإن الحديث إمام صامت لا ناطق, والمصحف القرآن الصامت كلام الله تعالى والحديث إمام صامت كلام الإمام, فمن ثم كان الثقلين طبقات ومعيتهما درجات وطبقات. 

14- فمن ثم ورد تارة ان القرآن الكريم الثقل الأكبر وأخرى إن أهل البيت (عليهم السلام) هم الثقل الاكبر, ولا تنافي بينهما, لأن كل طبقة من أحدهما إذا قيس مع الطبقة النازلة من الاخر كان الأول ثقل أكبر والآخر أصغر والعكس بالعكس, وقد أوردنا الأحاديث في وصف كل منهما بالثقل الأكبر والآخر منهما بالأصغر والعكس في كتاب (الإمامة الالهية) 'الجزء الثاني' وبينا وجه الجمع بينهما والسبب في تعدد الوصف.

والحمد رب العالمين,, 

يتبع إن شاء الله..

الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

التاريخ : 2013/08/09

 

المصدر

http://www.kitabat.info/subject.php?id=34741

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح2

 
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
6- معية الثقلين تنزيل الكتاب, والحديث إحدى مراتب الثقلين, فإنّ للثقلين مراتب, فكلما تصاعدا أصبحا شيئاً واحداً, فمن ظن ان القرآن مرتبة واحدة فقد ضل عن حقيقة ان القرآن ذو مراتب غيبية ملكوتية وتأويلية, ولاسبيل إلى التمسك بها إلا عن طريق معية العترة.
 
7- قد أكد القرآن الكريم على زيغ وضلالة 
وفتنة من يتفرد بزعم التمسك بالقرآن وحده, فقال تعالى ﷽ ﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ﴾ , فمن لم يؤمن بأن للقرآن تأويل فقد كفر وضل, ومن لم يسلم بأن التأويل محصور علمه بالله والراسخين في العلم فقد كذب القرآن الكريم.
 
8- قد حصر القرآن الكريم الوصول إلى المكنون من حقايقه العلوية الغيبية بالذين شهد القرآن لهم بالتطهير الإلهي, وهم أهل آية التطهير, فقال في سورة الواقعة بعد أن أقسم الله تعالى بقسم عظيم بأن القرآن الكريم في كتاب مكنون : ﴿ لايمسه إلا المطهرون ﴾, وقال تعالى: ﴿ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾, وقال في سورة البروج : ﴿ بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ ﴾.
 
9- فلاحظ آية آل عمران وآية الواقعة دالتان على حديث معية الثقلين وان القرآن كتاب إلهي أكثر مراتبه غيبية ملكوتية لا يمكن الوصول إليها, ولا يمسها فقيه ولا مفسر عالم ولا عارف وأصل ولا.. ولا.. إلا أهل البيت (عليهم السلام) الذين شهد القرآن بطهارتهم.
 
9- وعلى ضوء ذلك فلا يكون تفسير العلماء المفسرين والحكماء والمتكلمين وغيرهم بديلاً عن حديث المعصومين من أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم).
 
10- لأن القرآن لا تنتهي كلماته, ﴿ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ﴾ , لأنه كلام إلهي غيبي ملكوتي لا متناهي, فلا يكون في قدرة البشر الإحاطة به, لا الملا صدرا ولا العلامة الطباطبائي ولا الميرزا علي القاضي ولا ابن عربي ولا.. ولا.. بل لا يحيط باللا متناهي من القرآن إلا الذين شهد لهم القرآن أنهم يمسونه, لأنه كتاب إلهي فيحتاج إلى معلم إلهي منصوب من الله معين من القرآن, وهم أهل البيت (عليهم السلام).
 
وقد سئل العلامة الطباطبائي في آخر عمره من قِبَل الشيخ العلامة السيفي (حفظه الله) عن أفضل تفسير للقرآن الكريم فأجاب بتفسير القمي والعياشي فقال له الشيخ: وماذا عن تفسير الميزان؟! فقال الطباطبائي محركاً يده كالمستخف بكتابه الميزان قياساً ومقارنة بالتفسير الحديثي الروائي لأهل البيت (عليهم السلام) وأنه لا يقاس بالثقلين شيء من كلام البشر المفسرين.
 
والحمد لله رب العالمين,,
 
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
التاريخ : 2013/08/08    
المصدر
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34706
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

56

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخا عن إسلام الحديث ح1

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخا عن إسلام الحديث )
 
' حلقة 1 '
 
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الجليل ومبارك عليكم هذا الشهر الكريم وقبل منكم فيه الطاعات. 
كتب بعضهم ما يلي: هذا ما كتبه بعض المتعلمنيين: "فلان يشعر بثقل مافعلته النصوص المنسوبة لأهل البيت لتشويه العقل الشيعي !!
الشيعة للأسف في هذه النقطة يراوغون,, كيف!
القرآن حاكم على الروايات.. السؤال هل ظاهر القرآن أم باطنه؟
 
فإن قلتم ظاهره فحينئذ لا حاجة لي بفقيه يحكم لي على الرواية, أنا عربي ولغتي سليمة وشاعر وأدرك ظواهر القرآن, وإن قلتم باطنه فباطنه يحتاج لتأويل والتأويل يردني للحديث وهذا يستلزم الدور والدور باطل.
 
__________________
 
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
ذكرت تفصيل الحال في 'الفصل الأول' من 'الجزء الأول' من كتاب (الإمامة الإلهية) لا سيما آخر الفصل, ولكن نبذة ملخصة:
 
1- إن مجموع محكم القرآن ومحكم السنة يعرض عليهما متشابه القرآن ومتشابه السنة, بل مجموع محكم القرآن ومحكم السنة ومحكم العقل (البديهيات الواضحة) ومحكم الوجدان (بديهيات الضمير والفطرة العيانية) يعرض على مجموع متشابه الاربعة.
 
2- محكم كل من الأربعة له درجات وطبقات وكذلك المتشابه, فهما أمران نسبيان بلحاظ نسبتهما إلى درجة فهم كل شخص ودرجة قدرة إدراكه و قوة عقله ودرجة سعة علمه ومساحة معلوماته, والبشر متفاوتين جداً في هذه النواحي والدرجات.
 
3- ومن ثم يختلف الظاهر والمحكم والمتشابه من شخص إلى آخر, وإن لم يعني ذلك, ولايستلزم نفي الموازين الثابتة للإستنتاج وللإستظهار, وإنما ينفي تساوي قدرة البشر على إعمال تلك الموازين, فعلم الرياضيات مثلاً موازينه ثابتة, ولكن قدرة البشر على إعمال تلك الموازين واستثمارها والإستنتاج منها متفاوتة ومختلفة.
 
4- ومن ثم يتفاوت الظاهر والباطن, أي ظهور وخفاء علم الرياضيات وكل علم من شخص إلى آخر بحسب قدرة وقوة ذلك الشخص, فإذا كان هذا حال العلوم البشرية فكيف الحال في القرآن الكريم ؟! لا سيما وان حجم المعلومات فيه لا متناهية من بحر الملكوت والغيب الوحياني, فهو كتاب إلهي لا بشري اعتيادي.
 
5- ومن ثم ورد ان العترة والقرآن وجهان لحقيقة واحدة, إذ الكتاب الإلهي يحتاج إلى معلم إلهي, وإذا كان الكتاب البشري في علم الرياضيات -مثلاً- يحتاج إلى معلم بشري, فكيف بكتاب رب العالمين لا يحتاج إلى معلم منصوب من رب العالمين بعث في الأميين(:وهم كل البشر) رسولاً يعلمهم الكتاب.
 
والحمد لله رب العالمين,, 
 
الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
التاريخ : 2013/08/08
 
المصدر
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34694
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

من اسلام الحديث الى اسلام القرآن بين الحيدري وطرابيشي (الحلقة الأولى)

 

 

 بسمه تعالى

لم يكن متوقعاً ممن يدعي أنه تربى في حوزة النجف الاشرف وارتضع من أثداءها العلم والمعرفة ـ وهي منه براء براءة الذئب من دم يوسف ـ أن يصدر منه مثل هذا التجني على التراث الروائي الشيعي ؛ من رميه بالانتساب للاسرائليات منشأً تارة ، وبالوضع تارة اخرى ، وبالتسخيف والتجهيل ثالثة . إلا انه وكما قال المثل إذا عرف السبب بطل العجب ؛ فقد وقع بيد هذا المدعي ـ أعني الحيدري ـ كتاب أعجبه طرحه ومطرحه ، وتغلغل في فكره مشروعه الضخم في قراءة النص الديني كما يدعي ، وهو للمؤلف والكاتب المسيحي جورج طرابيشي ؛ فقد كتب هذا المؤلف كتاباً أسماه ( من اسلام الحديث الى اسلام القرآن ) ، وكان غرضه من تأليف الكتاب بيان أن الاسلام المطلوب من النبي صلوات الله عليه وآله هو إسلام القرآن لا اسلام السنة التي جاء بها نفسه ؛ وقام في الكتاب بالاستناد لآيات من الكتاب متعددة تعينه في تصحيح دعواه تلك ؛ إلا أن الملفت للنظر في الكتاب هو استناده في توجيه الايات وتثبيت مدعاه بكامله الى كتاب جامع البيان في تأويل القرآن والذي هو تفسير الطبري .
 
ولا تجد صعوبة في الالتفات الى منشأ الافكار الالتقاطية التي عند الحيدري من كتاب طرابيشي هذا حينما تقرأه ؛ فهذا يقرر أن النبي صلوات الله عليه وآله نبي بلا معجزة ( هامش ص 10 مرجعا لكتابه المعجزة او سبات العقل في الاسلام ) ، وقد أخذ هذا المعنى نصاً ومعتقدا الملحد أحمد القبانجي في كتابه اعجاز القرآن .
 
كما يقرر في الكتاب (ص11) عدم الولاية التشريعية للنبي البتة ، قال : \"ولنشرع مع الايات القرآنية التي تؤكد ما ذهبنا اليه من أن الرسول مكفوف اليد من الناحية التشريعية فضلا عن انه معطل عن الارادة الذاتية\" .
 
وهذا ما تبناه الحيدري من منع ثبوت الولاية التشريعية للنبي صلوات الله عليه وآله متمسكاً بآيات الكتاب ، مقتنصاً المبحث من جورج طرابيشي ؛ لترسيخ فكرته في عقلية المستمع بإلغاء اسلام الحديث والوقوف عند اسلام القرآن .
 
وليس من عتب على هذا المؤلف ؛ لان قراءته للقرآن لم تكن لاجل إبراز جوانب اعجازه ، وانما كانت لأجل مشروع مسيحي كبير ، وهو ملخصاً في فكرتين :
الاولى : إبعاد الفكر النبوي الرسالي عن فكر القرآن ، وجعلهما متغايرين وأحدهما مخالفاً للآخر ؛ وعلى طبق طريقة التفكير عند السنة استناداً لتفسير الطبري لابد من تقديم اسلام القرآن على اسلام الحديث ، فتسقط حجية السنة تماماً ، وترجع قصراً للفكرة اليهودية التي جاء بها المتهوك الاول من أصدقاءه اليهود للنبي متبجحاً بها ألا وهي ( حسبنا كتاب الله ) كما ورد هذا في مصادرهم الحديثية .
 
الثانية : التشكيك في مصداقية ثنائية الكتاب والسنة بنسبة أكثر السنة من الموروث الروائي للاسرائليات ، فيقوم المسلمون بطرحها والتخلي عنها كراهة وتنفراً مما هو اسرائيلي . وهي من مجترات التفكير السني الدخيل على الاسلام الحق ؛ وذلك لأن الثنائي التوأم عندنا هوالثقلان الكتاب والعترة ؛ وقد كان النبي صلوات الله عليه وآله عالماً بأنه سيجيئ أناس بعده يحاولون التفكيك بينهما بصور متلونه وبعبارات متفننة ؛ وسيسعون جاهدين في ذلك ؛ فلذا نص على التوأمية بينهما وجودا وأثرا وحجية وبقاء فقال صادحاً بها : وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .
 
هذا هو اسلام العترة الهادية لا ما تشدق به الحيدري وظن الناس أنه كما قال من ابتكاراته وإبداعاته ولم يكن وراء الأكمة ثمة شيئ بل كان مجرد حاكٍ ومقلد ومجتر لأفكار هادمة للاسلام والدين الصافي العذب ؛ فحق لجورج طرابيشي وأمثاله أن يشكروا للحيدري صنيعه ؛ فقد أمسك بالمعول الذي صنعوه وقام بعملٍ دؤوب في هدم ما اراده الله عز وجل من بناء باقٍ الى يوم القيامة . ولكن العتب على مثل الحيدري المدعي لما ذكرنا من انه ابن الحوزة والمدافع عنها وهي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. والى حلقة أخرى من متابعات \"من اسلام الحديث الى اسلام القرآن\".
 
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الهادين
 
الكاتب : سماحة الشيخ حلمي السنان القطيفي
التاريخ : 2013/08/12
المصدر
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34867
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الاولى)

 

 

ماذا يريد ابن عربي أن يكون

 

لقد أثنى الحيدري على ابن عربي وذم علمائنا الكرام الأبرار ومن هنا أتعرض لابن عربي في حلقات:

 

لا يصحّ من العبد أن يتجرأ ويطلب منازل الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين عليهم السلام أجمعين، لأنّه من تجاوز الحدّ والاعتداء في الدعاء، الذي قد نهينا عنه:

 

قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

 

في عدة الداعي لابن فهد الحلي ص140:

 

قال المفسرون في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} أي تخشعا وتذللا سراً {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} أي لا يتجاوز الحدّ في دعائه، كأن يطلب في دعائه منازل الأنبياء.

 

 

 

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يكون، ولا يحل.

 

 

 

وقال(عليه السلام): من سأل فوق قدره استحق الحرمان.

 

 

 

وهذا المعنى ذكره في تفسير مجمع البيان الشيخ الطبرسي ج4 ص271. وفي التحفة السنية (مخطوط)- السيد عبد الله الجزائري ص148. وفي فتح القدير الشوكاني ج2 ص215. وغيرهم.

 

 

 

اقرأ أدعية ابن عربي وانظر بعين البصيرة كي تجد أنه يريد أن يكون لديه ما لدى أعظم الأنبياء والمرسلين:

 

 

 

في كتاب توجهات الحروف (47ص) لمحي الدين بن العربي ط ـ مكتبة القاهرة.

 

قال في ص8: أسألك ...أن تشهدني وحدة كل متكثر في باطن كل حق. وكثرة كل متوحد في ظاهر كل حقيقة. ثم وحدة الظاهر والباطن حتى لا يخفى علي غيب ظاهر. ولا يغيب عني خفي باطن... إلخ.

 

 

 

أقول: فهنا يطلب من الله تعالى أن لا يخفى عليه غيب لا ظاهر ولا باطن.

 

 

 

وقال في ص8: وملكني ناصية كل ذي روح ناصيته بيدك.

 

 

 

أقول: يريد هنا أن يملك كل انسان وكل حيوان، بل إنّ ذا الروح هنا يراد منه ما يشمل الملائكة والجان والإنسان والحيوان والنبات. 

 

 

 

قال في ص10: وتنزلتَ إلى غيب السماء الدنيا لإجابة الدعوات... إلى أن يقول: واخفض لي من عبادك جناح الذل واحجبني عنهم بأشعة البهاء وأشهدني أفعالهم صادرة عنك لأراهم مجبورين تحت قهرك....

 

 

 

أقول: فهنا يريد من الله تعالى أن يجعل عباده خافضين جناح الذل لابن العربي، وفي العبارة التالية يريدهم منقادين إليه. 

 

 

 

وقال في ص15: وهبني من لدنك تنقاد إليّ فيه كل روح عالمة....

 

وقال في ص21: واجعلني مظهر كمالك الأقدس.

 

 

 

أقول: ابن عربي = كمال الله الأقدس تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

 

 

 

وقال في ص31: صل اللهم عليه صلاة يصل بها فرعي إلى أصلي وبعضي إلى كلي لتتحد ذاتي بذاته، وصفاتي بصفاته، وتقر العين بالعين، ويفر البين من البين...

 

 

 

أقول: يريد أن تتحد ذاته بذات النبي صلى الله عليه وآله فتكون صفاته نفس صفات النبي وتقر عين النبي به وتقر عينه بالنبي فلا بينونة بينهما، فيكون نفس الرسول ذاتا وصفة.

 

 

 

بل هو يطلب أن يكون أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فإنه قال في الكتاب المتقدم ص20: وقابلني بحضرة اسمك الجامع مقابلة تملأ وجودي وتبسط شهودي حتى لا يقابلني ذو نقص إلا انقلب كاملا ولا ذو ظلم إلا رجع عادلا...

 

 

 

إذا كان لا يقابله ناقص إلا كمل ولا ظالم إلا واصبح عادلاً فهذا مما لم يحققه النبي محمد صلى الله عليه واله فكم من ناقص قابل النبي وبقي ناقصا وكم من ظالم قابل النبي وبقي ظالماً.

 

 

 

أكتفي بهذا في هذه الحلقة.

 

واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد

التاريخ : 2013/08/12

المصدر

http://www.kitabat.info/subject.php?id=34866

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

قراءة في كتاب (المنهج القويم في إثبات الإمامة من الذكر الحكيم) لسماحة السيد محمد الرجائي

 

 

 

بسمه تعالى

 
أولى ذكرياتي مع هذا الكتاب القيم والنتاج الثر تعود لسنين مضت حين قدم سماحة آية الله الشيخ محمد سند الى بلدة السيدة زينب عليها السلام - حفظها الله ورعاها - للزيارة وإلقاء المحاضرات ، فهناك وفي إحدى الجلسات معه حدثنا عن كتاب قيم لأحد علماء قم المقدسة في إثبات الإمامة، وشرائط وصفات الإمام من القرآن الكريم، دون الاستدلال بالروايات الشريفة، وشكر كثيرا جهد المؤلف وأثنى على المؤلف والكتاب - كعادة علمائنا في التنويه بجهود الآخرين وعدم الحسد مع انه للشيخ السند كتاب الإمامة الإلهية في 3 مجلدات- مما شوقنا للاطلاع عليه، وبعد مدة وفقني الله لاقتناء الكتاب وقراءته؛ فوجدته كما قال الشيخ السند وفوق ما وصف؛ لأنه كتاب قيم بالفعل وللغاية.
 
فقد استنطق سماحة السيد الرجائي فيه الآيات القرآنية التي تتكفل بإثبات الإمامة، واحتياج المكلفين إلى الحجة من نبي أو إمام، وأن الله عز وجل قد جعل في كل زمان حجة للمكلفين، وبحث مفصلا عن الأوصاف المعتبرة في الإمام وخليفة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومناقبه، بعد التدبر التام دون الاستشهاد بخبر من طرق الشيعة أو العامة.
 
هذا كله في المرحلة الأولى وهي المرحلة النظرية، وفي المرحلة الثانية، وهي المرحلة التطبيقية وذلك لمعرفة الشخصيات التي تنطبق عليها المواصفات القرآنية للإمام والخليفة، وهذا يتم بالرجوع إلى المصادر الحديثية الموثوقة المتفق عليها، لتجلي لنا تلك الشخصيات التي تمثلت فيها تلك الصفات، حيث تنطبق عليها الآيات القرآنية انطباقا طبيعيا دون توسط العاطفة وبكل حيادية.
 
ومما ينبغي التنبه له أن سماحة السيد الرجائي إنما تصدى لاثبات الإمامة وشرائطها قرآنيا لا لقصور في الأحاديث، ولا طعنا بها، ولا إعراضا عنها، بل هي متواترة دالة على المطلوب، كما صرح في المقدمة - خلافا لما صنع الحيدري حينما نعى استدلال علمائنا بالحديث واعتبرهم منساقين مع السنة - بل لتكون الحجة على المخالفين أتم وأكمل ولله الحجة البالغة.
 
ولكن مما ذكرني بالكتاب الآن ما اطلعت عليه من تسجيلات لكمال الحيدري من مدة، يتحدث فيها عن تقصير علمائنا وحوزاتنا في البحث والتأليف حول الإمامة وشرائطها، وأخذ يتبجح بأن بحثه قرآني ويتحدى الحوزات، ومما قاله - في تسجيل له على اليوتيوب تحت عنوان مسؤليات وشروط وموانع الإمامة قرآنيا - : (أتحدى كل من كتب إلى الآن كتب في الإمامة القرآنية) ، مع ان كتاب السيد الرجائي طبع قبل كلامه بسنوات. 
 
فأخذني الذهول والدهشة والاستغراب !!!!
 
فلم كل هذا الإنكار لجهود العلماء ولماذا انعدم الإنصاف عند الرجل ؟!!
 
فإن كتاب آية الله السيد الرجائي قد طبع مرتين على حد علمي وبقم المقدسة وهو من علماء وأساتذة بحث الخارج في حوزة قم المقدسة.
 
ومسألة الإمامة من المسائل التي طالما كتب فيها علماؤنا من الكتب والموسوعات كالغدير والعبقات وغيرها ، مما لا يعد ولا يحصى، - وبحثوها من مختلف جوانبها وأدلتها القرآنية والحديثية ودلالة العقل - بل لو أفردنا مؤلفا كاملا ببليوغرافيا نحصي فيه فقط أسماء مؤلفات علمائنا حول الإمامة لبلغ مئات الصفحات.
 
ولكنني تأكدت أكثر حينها بضرورة تعريف المؤمنين بجهود علمائنا ونتاجاتهم العلمية ؛ ليطلعوا ويعلموا عمق مذهبنا الحق؛ ولئلا يغتروا بادعاءات تأتي من هنا وهناك؛ يتبجح أصحابها بالجدة والتجديد والاصلاح والابتكار، والأدهى والأمر هو إدعاء تقصير العلماء .
 
فمن العادي والمقبول في الأوساط العلمية الحوزوية ان يبتكر عالم دليلا أو مبنى أو يلتفت إلى نكتة علمية لم يلتفت إليها غيره .
 
ولكن من غير المقبول بتاتا التبجح والافتخار ، وتنكر جهود الآخرين وتجاهلها، فهذا ليس ديدن علمائنا ولا من أخلاقهم.
 
ومما لفت نظري أكثر تبعية الحيدري للسيد الرجائي في كلا المرحلتين النظرية والتطبيقية، فقد قال في نفس التسجيل : (الرواية تطلع إلنا المصداق).
 
ومما قاله أيضا في ذلك الفيديو: ( أقسم لكم بالله العظيم أن أهل البيت مفردة مفردة مما قالوه في أنفسهم استدلوا بهذه الآيات).
وهذا الأمر أخذه أيضا من السيد المحقق الرجائي إذ أشار إليه في مقدمة كتابه في الصفحة 8 ولكن دون هذا القسم والتهويل .
 
فهل يرى الحيدري ان دليل الامامة منحصر بالقرآن؟
هل يريد الحيدري من الناس ان تعتقد بالإمامة كما يفهم هو دون غيره؟
أم لا هذا ولا ذاك، وإنما هو حب الظهور والجري على قاعدة: خالف تعرف. 
 
وأخيرا نقول للحيدري إن شئت أن تعمل وتحقق - إن كنت من أهلها - فاعمل دون الطعن بالآخرين، ودون التنكر لجهود الآخرين، وفي أروقة العلم لا التشدق بها على الفضائيات.
 
وتعلم من العلماء الحقيقيين أمثال سيدنا المحقق الرجائي دام ظله .
 
رابط كلام كمال الحيدري

 http://m.youtube.com/watch?feature=relmfu&v=C0vXj0SNpOc

 

 

 

الكاتب : مجلة الأمين

التاريخ : 2013/08/11

المصدر:

http://www.kitabat.info/subject.php?id=34830

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 ماذا يخطط له الحيدري ؟ هل يدعو لايجاد سقيفة جديدة ملكوتية؟  

 

 
بغض النظر عن جميع المناقشات العلمية و المنهجية على منهج السيد كمال الحيدري، يبدو انه - من حيث يشعر او لايشعر - جاء ينفذ خطة خطيرة غايته في تبديل التراث الروائي الواصل من خزان العلم الالهي بالتراث الفلسفي و العرفاني.
 
فتراه انه في محاضرة واحدة يكرر عدة مرات و يكدس في ذهن المشاهد ان الموروث الروائي الشيعي فخ خطير و قد وقع فيه بالفعل جمع غفير من اعلام الطائفة و ادى بهم الى الضلال في العقيدة و تعطيل القرآن و المخالفة معه.
 
و في الوقت نفسه لا يذكر شيئا من الموروث الفلسفي و العرفاني الا باجلال و اعظام و يذكر نتاج مدرسة العرفاء ببهجة و طراوة و انها هي الحل الامثل للمشكلة. فحينما يقوم المشاهد عن محاضرته يقوم و قد حصلت لديه النفرة عن الموروث الروائي و اعتبرها فخا و مليئة بالزندقة و مخالفة القرآن و الاسرائيليات و المجوسيات و النصرانيات، بينما ينجذب الي الموروث العرفاني من امثال ابن العربي و يراه الحل الاخير و ان فيه من اللطافة و الدقة ما يستحق ان يأخذ بمجامع قلبه.
 
حتى و لو لم يستوعب فهم المشاهد شيئا من ابحاثه الا ان هذه النفرة و ذلك الاعجاب تبقى في نفسه مستقرا، نفرة عن الحديث و جذبة الى العرفان! فيرى الاول فخا يجب التجنب عنه و الثاني جنة يجب ان يقترب منه !
 
و لعمري ان هذا اخطر من كل اطروحاته التي تناقض ضرورة المذهب، فانه دعوة لبناء سقيفة ليست من خشب و لا حجارة، بل سقيفة ملكوتية توخر تراث اهل البيت عليهم السلام و تقدم تراث فلاسفة يونان و عرفان اكسيوفان في الوقوف على حقائق الملكوت و الوصول الى باطن هذا الدين و فهم القرآن العظيم...
 
و لئلا يكون كلامى هذا صرف دعوى بلا دليل اذكر لكم بعض المقاطع من احدى محاضراته ، و هي المحاضرته الثانية عشر من سلسلة \"من اسلام الحديث الى اسلام القرآن \" و الذي تطرق فيها الى مسألة سهو النبي صلى الله عليه و آله ، و موجود نص المحاضرة على صفحته الرسمية:
 
قال:
 
«الخطورة هنا أعزائي وهو أن هذا الموروث الروائي تحوّل إلى أصول عقائدية ومباني عقائدية وهذه هي خطورة الموروث الروائي الذي اخترق مدرسة أهل البيت وهو أنه استطاع هذا الموروث الروائي أن يتحول إلى مباني عقديّة وأخذ يشكل العقل الشيعي في عقائده في أخلاقه، في سلوكه، في تعامله مع الآخر. تقول سيدنا من هم هؤلاء الذين تبنوا الجواب: ممّن وقع في فخ هذا الموروث الروائي الشيخ الصدوق، الشيخ الصدوق أعزائي وقع في فخ هذه الروايات ووقع في فخها بشكل شديد ومتشدد»
 
و قال بعد نقل كلام عن الشبخ الصدوق:
 
«هذه آثار الموروث الروائي الذي أصيبت به مدرسة أهل البيت»
 
و قال:
 
«القضية أعزائي مربوطة بكرامة خاتم الأنبياء انتم تعرفون عمن نتكلم ده نتكلم عن أول مخلوقٍ في نظام العالم عن واسطة الفيض بين الله وبين خلقه نقول بيني وبين الله الصلاة التي يصليها ساهٍ فيها حتى ينبهه أصحابه الذين بالأمس أسلموا على يديه بيني وبين الله أي منطق هذا ولكن هذا الموروث الروائي الذي قلت خطورته أدى بالشيخ الصدوق إلى هذا بالنحو الذي أدى يلعن المفيد لأنك تنكر ماذا؟ السهو.»
 
«هذا مجمع البيان يقوله ها أعرفوا هذا من أين دخل علي واقعاً أصيب بفخ أين فخ الموروث الروائي قال فأما ما سواه فقط جوزوا عليهم أن ينسوه»
 
 
« مع الأسف الشديد وجدت بعض الكتاب كاتبين أنه نعم هذه الروايات وردت في بعض مصادرنا الروائية ولكن بحمد الله تعالى بقية منظومتنا العقدية نقية »
 
« والكليني والعهدة على من على صاحب الجواهر وأبي علي الطبرسي الذي قرأنا عبارته تقول يعني واقعاً هؤلاء لم يقرءوا أقول هذه نتيجة الاستناد إلى إسلام الحديث من غير إسلام ماذا القرآن وإلا نظرية الإنسان الكامل في القرآن »
 
علما بان نظرية الانسان الكامل نظرية عرفانية جعلوها بديلا عن نظرية الامامة.
 
« ولا يقول لي قائل سيدنا هذا في الحوزات العلمية مولانا انتهى ذلك الزمان لم يعد شيئاً خافياً الكل ما هو معلن وهذه الكتب موجودة في المواقع والكتب منتشرة عزيزي هذا منطق العاجز ثم إذا كان في كتبنا ما يعيب نحن نعالجه بأنفسنا معالجة العيب بأنفسنا أفضل من معالجة العدو لما هو في كتبنا»
 
 
« النكت الاعتقادية المجلد العاشر ص27 و 28 يقول ولسنا ننكر بأن يغلب النوم الأنبياء في أوقات الصلوات حتى تخرج ولسنا ننكر سؤال: نعم هي المشكلة هو هذا الإسلام الحديث فيقضوها»
 
« بعد ذلك إذن أعزائي دعوى أنّ الموروث الروائي لم يؤثر على المنظومة العقدية دون إثباتها خرط القتات كما يقولون يعني الذي قال ذلك أمي جاهل لم يطالع تراثنا كيف أن الموروث طبعاً وهنا لو كان عندي وقت لذكرت لكم عشرات الموارد التي اثر فيها الموروث الروائي الدخيل والموضوع والمغالى فيه والكذب والزندقة اثر لبناء منظومة عقديّة في العقل الشيعي والى الآن هؤلاء الذين يناقشون أيضاً معتقدون وهم لا يعلمون أنهم اعتقدوا على أساس منظومة أو موروث روائي دخيل موضوع مختلق . فقط أن أريد أجيب أنه من يقول أنّ الموروث الروائي في المصادر لم يؤثر على المنظومة العقدية بينت ماذا لا الموروث الروائي اثر على كل منظومة. ومن هنا أبطل كل هذه العقائد وما هو يناظرها لماذا؟ لأنها مخالفة للقرآن القطعي لنظرية الإنسان الكامل في القرآن وللسنة القطعية من قبيل حديث الثقلين.»
 
 
«اعزائي كونوا على ثقة هذه هي الخطوة الأولى والمرحلة الأولى من المشروع التصحيحي الذي لابد من القيام به في كل موروث مدرسة أهل البيت ابتداءً من التفسير ومروراً بالعقائد والفقه والأصول والأخلاق والتاريخ والمعاجز التي نسبة إلى الأئمة والكرامات و…و… فإن اضعف هذه الحلقات كان موروث الروائي وإلّا أدعو الله سبحانه وتعالى أن أقف لأقول ما هو الذي ينبغي أن يحصل موروثنا الفقهي ومن أين اخترقنا ومن أين جاءنا وباء الاختراق في الفقه وفي الفتاوى الفقهية العلامة الحلّي وما إدراك ما العلامة الحلي لابد أن نعرف بأنه كيف اخترق الفقه السني ماذا الفقه الشيعي وأمّا في الأصول فما شاء الله لابد أن نرجع إلى أصول الآخرين إلى المستصفى للغزالي إلى الرسالة للشافعي لنرى ما هي الاختراقات لعلم الأصول الفقهي عند الشيعة أمّا الأخلاق فقد اشرنا إليه سابقاً وان شاء الله أزيده فأمّا التفسير فما شاء الله اختراقه تم على يد تفسيرين معروفين تفسير القمي وهو تفسيرٌ فيه بعض الروايات لعله صحيحة ولكنه مدسوسٌ مغشوشٌ متلاعبٌ فيه وكتابٌ من أبي الجارود الزيدي الملعون هذه تفاسير مع الأسف الشديد أن الإخباريين كانوا على الحق انه هذه لا تكون مدرسة ناصحة ولكنه لم يكن معهم الحق أن يكونوا حشوية ويستندوا على الاخبار ويبتلوا بفخ الاخبار»...
 
و الملفت للنظر الاصرار و التركيز من الحيدري على ان ذلك من تبعات اسلام الحديث بصورة مطلقة و انه من خطورة التراث الروائي بصورة اجمع، حتى لو كان الحيدري يقصد قسما من الموروث الروائي الذي يراه غير صحيح، الا ان الصورة التي تنطبع عند المشاهد هو عدم الثقة بهذا التراث نهائيا ، لاسيما و انه يعمم كلامه لاكثر و كثير من هذا الموروث. فان تراثا يحتوي على نسبة كبيرة من الاسرائيليات و الزندقة و مخالفة القرآن و و و ... لحقيق ان يهجر و ينبذ و لا يقترب منه، لاسيما للعوام الذين هم القاعدة الكبرى من مطالعي محاظراته.
 
 
 
الان حينما استقر عند المشاهد عدم كفائة التراث الروائي لحلحلة المشاكل ، بل هو الفخ و هو الذي اوجد مشاكل كبيرة و خطيرة و كثيرون وقعوا في فخه بالفعل و ان هذا التراث اخترق مدرسة اهل البيت عليهم السلام ، بدأ في بيان البديل عن هذا التراث و ان كان قد لمح الى ذلك في طيات كلامه حيث جعل نظرية الانسان الكامل العرفاني بحيث النجم من التراث الروائي و أين الثرى من الثريا!
 
و الان وفي الدقائق الاخيرة من المحاضرة بدأ يجلل و يعظم من الموروث العرفاني بشكل صريح بعد كل تلك التهم التي وجهها للتراث الروائي ، فبين انها هي الحل الامثل.
 
قال في كلام نقله عن السيد الطباطبائي:
 
«ومن عظيم الجرم أنّ نعزل العقل كما فعلت من الاشاعرة، الاشاعرة قالوا العقل ما اله ما قاله الله فهو حسن ما فعله فهو حسن قال: لا ليس كذلك إذن ما هي النظرية، النظرية كما قلنا عند العرفاء حلو المشكلات عند النظرية العرفانية وهي حكومة الأسماء بعضها على بعضٍ صحيح الله قادرٌ ولكن الله حكيمٌ أيضاً فإذن عندما نضع الحكمة جنب القدرة هذه القدرة لا تفعل على إطلاقها من يقيدها؟ الحكمة سماحة، مو أنا أقيدها من يقيدها اسم الآخر. ها هي المعروفة بنظرية حكومة الأسماء الإلهية بعضها على بعض ولذا تجد القرآن ماذا يقول ما يقول انتم كتبتم عقلكم قال عليه الرحمة قال: كتب على نفسه الرحمة، هو الكتاب هو المقيد، نعم اسم كتب على اسم آخر وهذه هي المعروفة بنظرية حكومة »...
 
 
و هكذا يتحول عند المشاهد مقام اهل البيت عليهم السلام العلمية بمقام العرفاء و الفلاسفة، و يرجح ان يجعل التراث الفلسفي و العرفاني ثقلا ثانيا بجنب القرآن!
 
و هذه هي سقيفة يدعو اليها السيد كمال الحيدري! 
 
 
 
 
 
بقلم: الشيخ حسن الكاشاني من حوزة النجف الاشرف العريقة  
التاريخ : 2013/08/11    
 
المصدر:  
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34827
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

صاحبُ المشروع التجديدي ينبغي أن يدرس النحو أولاً! 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال السّيد كمال الحيدري (هداه الله) في درسه الأصولي، المنشور في موقعه بتاريخ 28\\8\\2012 ما نصه: ((ومن الموارد الأخرى ايضاً الذي صرح أنه هو المشتهر كما قلت في كتاب (تحريرات الأصول، ج1، ص1) للسيد مصطفى الخميني ابن السيد الإمام قدس الله نفسه، يقول: (الناحية الأولى في أصل الحاجة إلى الموضوع في العلوم الحقيقية والاعتبارية) مرادهم من العلوم الحقيقة من قبيل الفلسفة والرياضيات، ومرادهم من العلوم الاعتبارية تلك العلوم التي لا توجد فيها ملازمة غير قابلة للانفكاك بين الموضوع وبين المحمول كالنحو، فقولنا الفاعل مرفوع، فلو فرضنا أن الأوائل كانوا قد جعلوا الفاعل مجروراً، ولهذا بعض أهل المعرفة يقول أن أهل النحو لا نعرف كيف نتفاهم معهم، تسأله من هو الفاعل في قولك (مات زيد) يقول الفاعل هو زيد، تقول هل هؤلاء مجانين، زيد فاعل أو مفعول به، مات زيد، زيد فاعل أو وقع عليه الفعل، ما هو تعريف الفاعل عندكم؟ ما صدر منه الفعل، كما تقول: ضرب زيد، مات زيد كيف، قام به الفعل، إذن لابد أن تأتي في علم النحو وتعرف الفاعل من جديد، فالتعريف المذكور تام أو غير تام؟)) خارج أصول الفقه محاضرة 5، الرابط:  

 

وتوضيح الإشكال: أنّ السيد الحيدري لا يرى تمامية تعريف الفاعل، لعدم جامعيّته لأمثال (ماتَ زيدٌ)، فالفاعل هو ما صدر منه الفعل (كما قرّره ونقلناه) والحال أن الموتَ لم يصدر من زيد، بل وقع عليه. ومن هنا فعلى المجانين من علماء النحو أن يعيدوا تعريف الفاعل من جديد ليشمل أمثال مات زيد.

 

إلا أن هذا الكلام غريب جداً من شخص يدّعي أنه يريد أن يقدّم قراءةً جديدةً لفقه أهل البيت عليهم السلام ومعارفهم، وهو لا يعرف أبسط المسائل التي يعرفها ويدرسها المبتدؤون من طلبة العلم في الحوزة العلمية، فهذا الإشكال الذي ذكره السيد مبحوث في الكتب النحوية التي يدرسها الطلبة ككتاب (شرح قطر الندى وبل الصدى) كما سنبيّن.

كيفما كان، يقع الكلام في جهتين:

الجهة الأولى: تعريف الفاعل عند النحاة.

الجهة الثانية: في بيان أن هذا الإشكال يبحث في كتب مرحلة المقدّمات في الحوزة العلمية.

أما الجهة الأولى: (تعريف الفاعل عند النحاة)

قال ابن هشام ت 761 هـ: ((اعلم أن الفاعل عبارة عن اسم صريح أو مؤول به، اُسند إليه فعل أو مُؤول به، مُقدَّم عليه بالأصالة، واقعاً منه، أو قائماً به)) شرح القطر ص198

وقال ابن عقيل ت 769 هـ: ((فأما الفاعل فهو الاسم المسند إليه فعل على طريقة فَعَل، أو شِبهه وحكمه الرفع)) شرح ابن عقيل 1\\420

وقال ابن أحمد الفاكهي ت 972: ((الفاعل: ما قُدِّم الفعل التام أو شبهه عليه بالأصالة، وأُسند إليه على جهة قيامه به أو وقوعه منه)) شرح الحدود ص193

ومنها عُلم أن ما نقله السيد الحيدري ونسبه إلى النحاة ليس دقيقاً، فلا نحتاج إلى إعادة تعريف الفاعل، لأن التعريف الذي ذكروه يشمل الجملة الفعلية محل الإشكال، إذ لا يشترط في المسند إليه أن يكون فاعلاً لغوياً -أي ما صدر منه الفاعل-، وإنما يكفي أن يكون مسنداً إليه إسناداً ما، ولو على نحو القيام أو الحلول، وقولنا (مات زيدٌ) من هذا القبيل.

أما الجهة الثانية: (في بيان أن هذا الإشكال يبحث في كتب مرحلة المقدّمات في الحوزة العلمية)

تطرّق ابن هشام الأنصاري لهذا البحث في كتاب القيّم (شرح قطر الندى وبل الصدى) حيث قال: ((وإنما مثلت الفاعل بـ \"قام زيد\" و \"مات عمرو\" ليُعلم أنه ليس معنى كون الاسم فاعلاً أن مسماه أحدث شيئاً، بل كونُه مسنداً إليه على الوجه المذكور، ألا ترى أن عمراً لم يُحدث الموت، ومع ذلك يُسمّى فاعلاً.)) راجع شرح القطر ص199.

فتحصل من ذلك: أن ما أفاده السيد غير دقيق، كما أنّه لا يناسب حجم الكاريزما التي يدعيها، فالأعلم في كل الفنون لا يقع في مثل هذه الأغلاط التافهة التي يعرفها صغار طلاب العلم. 

 

الكاتب : عبد الله معرفي 

 التاريخ : 2013/08/10  

   

المصدر: 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=34773

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

المنهج التجريدي عند الحيدري (1)   

 

 

قال تعالى (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ))
تعتبر هذه الآية من أشد الآيات تخويفاً وترهيبا للانسان المتأمل في آيات الكتاب العزيز من حيث إنها تشتمل على محورين أساسين:
الاول : الابهام في مقام بيان ميزان العمل الموصوف بالخسران.
الثاني : وصف الانسان بين حالتين : احداهما التصورات الدفينة في نفسه والاخرى : الانطباعات الخارجية على صفحات وجهه .
فأما المحور الاول ؛ فالغرض منه ليس التعمية على الانسان مطلقا والا كان العقاب منه تعالى على ما لا يعلمه الانسان حتى بعد إقدامه عليه ؛ وانما الغرض نصب العنوان المشير لحقيقة مكر الله المذكور في آيات أخرى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ؛ فمن مظاهر مكر الله عز وجل أن لا يظهر له الحق بعينه ليتبعه والباطل بعينه ليجتنبه وانما يعطيه ميزاناً عاما كلياً وبوصلة واضحة ؛ وبعدها يقول له افعل ما تراه مؤدياً لما فيه رضاي واجتنب ما تراه مؤدياً لما فيه سخطي وغضبي .
ومن خلال هذا العرض المختصر لهذا المحور يتضح لنا الوجه في المحور الثاني ؛ فإن التعمية والابهام ليس لأجل مجرد التعمية في حد ذاتها إذ لا موضوعية لها وإنما المراد منها رسم صورة واضحة للانسان الذي يفعل ما لا يعلم بحقيقة إيجابه لرضا الله عز وجل او إيجابه لغضبه تعالى .
ثم يعكس المولى عز وجل هذه الصورة على واقع الشخص نفسه ؛ فيكون الخسران او الاخسرية في مقام العمل تظهر للعامل نفسه على أنه الاكثر نجاحاً لا عند الله ؛ وانما عند نفسه فقط ، ولذا عبرت الاية عن ذلك بقولها ( وهم يحسبون ) فهو محض توهم من قبلهم ؛ وليس من الحساب الالهي في شي حسن صنيعهم ؛ فالاية تقول لهم انكم لم تحسنوا صنعاً إطلاقاً ؛ وان ما قمتم به كان محض توهم منكم في انه امر حسن وصنيع مقبول لله عز وجل .
هذه الآية تكشف شريحة من الناس في عملهم العلني الظاهري ؛ حيث عبرت (بالأخسرين) ضمير الجمع وليس الخاسر ؛ وقالت (يحسبون انهم) ؛ في إشارة إلى أن هناك امر واقعي وامر اعتقادي منشأه الوهم .
كما ان في الاية إخباراً غيبياً من الله للناس ؛ الا أن هذا الاخبار الغيبي قد ارتكز على ما ذكرنا من المحورين ولم يذكر مخبراً شخصياً بعينه ؛ والغرض الاقصى من ذلك هو التعميم ؛ فليس الامر مقتصراًعلى زمان دون زمان او مكان دون اخر او شخص دون آخر ؛ وحينئذٍ فلابد لكل عامل او مقدم على عمل أن تكون عنده تلك البوصلة وذلك الميزان وإلا صار عمله في معرض مكر الله وفي مهب التعمية والابهام الالهي .
إذا اتضح هذا فلنأت لقضية معاصرة في أيامنا هذه :
لقد قام بعض أهل العلم في إحدى القنوات الفضائية بعرض لأطروحة ومشروع يدعي أنه تجديدي وتصحيحي للموروث الامامي من الحديث .
والكلام معه في عدة أمور :
الامر الاول : في طريقة العرض ؛ فقد كانت طريقته أن يذكر أمراً ظاهره المخالفة للكتاب والسنة القطعية ويكون هذا الامر موجودا ومعترفاً به في كتب القوم من أهل الخلاف ؛ ثم يقوم بعرض نفس الفكرة على حسب فهمه من كتب الشيعة الامامية ؛ ليصل بعد ذلك لنتيجة وهي أن الداء مشترك بين الموروث الامامي والموروث السني من الحديث ؛ وبه يتخلص الى ضرورة مهمة وهي ضرورة تنقية التراث الشيعي من تلك الروايات الموضوعة المدسوسة فيه .
وساق امثلة على ذلك أنتقي منها مثالين :
الاول : رواية عن اسامة بن زيد وفيها حدث مرتبط بتميم الداري موجودة في تاريخ الطبري ونفسها في تفسيره ويراها بعد ذلك في تفسير الشيخ الطوسي التبيان عن أبي جعفر ؛ وهي كنية الطبري ثم يراها في مجمع البيان عن ابي جعفر الباقر عليه السلام ؛ قال والحال انه أبو جعفر الطبري وليس الامام الباقر إذن فهي من الاسرائليات !!
والاشكال عليه من عدة امور :
اولا : ان تميم الداري مذكور في الرواية وليس هو الراوي لها ؛ فكيف نسبها للاسرائيليات ؟
ثانياً : ان الرواية موجودة في الكافي الشريف مرفوعة وفي تفسير القمي وفي مستدرك الوسائل مسندة للامام الصادق ايضاً ؛ فهي ليست من الاسرائيليات اصلا .
ثالثاً : هل أن وجود رواية واحدة او اثنتين او عشر روايات مدسوسة في تراث حديثي يبلغ عشرات الالاف يوجب اتهام الموروث الشيعي الامامي كله بأن فيه الكثير من الاسرائليات !؟
رابعاً : إن الروايات الاسرائيلية تعني التي ترد من طرق اليهود وفيها تفاصيل عن كتبهم او اخباراتهم ؛ واما الرواية التي تمسك بها واستدل بها على مدعاه فليس فيها شيئ يخالف ظاهر الشرع اصلا . كما انها لم تكن منقولة عن اليهود او عن كتبهم.
الثاني : ذكر في إحدى حلقات اطروحته أن هناك الكثير من الرواة وضاعين للحديث ومدلسين ؛ ثم قرأ من كتاب الذهبي صاحب ميزان الاعتدال الاشارة لمجموعة من الوضاعين للحديث وكيفية وضعهم وذم بعضهم لانه معروف بالوضع بل نقل بعض العبارات التي مفادها انه اشتهر الصالحون العباد من علماءهم بالوضع .
ثم يعود كعادته ويذكر ان هذا كذلك في كتب الشيعة ؛ فينقل عنواناً من الغدير الجزء الخامس منه وفيه بيان اسماء الوضاعين للحديث .
أقول :
كعادته في تنظير الداء في كتب الشيعة بتوافره في كتب العامة ؛ وهنا قام بتطبيق نفس الفكرة ؛ وذلك بالتدليس وإخفاء الحقيقة عن أهلها او حجب البعض منها لتصل للناس مبتورة الاطراف ؛ وتعالوا معي لتروا حقيقة ما نقله عن كتاب الغدير :
لقد ذكر في الجزء الخامس منه في مقام الرد على القصيمي في كتابه الصراع هذه العبارة :
لعل الباحث يحسب لهذه الدعاوى المجردة الفارغة مسة من الصدق او لمسة من الحق ذاهلاً عن ان الغالب على الاقلام المستأجرة اليوم هو الإفك وقول الزور ؛ وان مدار رقي الامم في وجه البسيطة وتقدمها على الكذب والشطط ومحور سياسة الدنيا في جهاتها الست هو الهث والدجل والتمويه ... الى ان قال : وهناك فئات مبثوثة في الملأ لا تتأتى مآربهم من زبرج الدنيا الا بزخرف القول وكذب الحديث وتعمية الأميين من الناس ... فلنذكر أمة ممن عرفوا بالوضع والكذب فضلا عمن اتهم بهما منهم ؛ انتهي كلامه
اقول : وي كأن الشيخ الاميني جالس معنا ويستمع لأطروحات هذا المتكلم وقد تأذى منها فنفث صدره نفثة مصدور كشف بها حقيقة ذلك المتكلم ومن يلف لفيفه .
وعلى كل حال فالذي استشهد به المتكلم في القناة على انه عند الشيعة ليس هو الا نقل لأسماء الوضاعين والكذابين عند العامة وليس عند الشيعة ؛ مسلسلا بأسماءهم على ترتيب أبجد هوز . هذا أولاً
وثانياً : سلمنا وجود وضاعين وكذابين تصديقا لاطلاق الخبر النبوي من كثرة الكذب عليه في حياته فضلا عما بعد مماته صلوات الله عليه واله ؛ إلا المراحل التي مرت بها روابة الموروث الامامي وتنقيته من ذلك والرقابة الداخلية الشديدة من قبل أهل البيت قد أثرت فمنعت جله ان لم يكن كله من أن يختلط بما وضعه الكذابون ؛ وبعدها فبما او وجدت رواية يتيمة ليست بذات سند او أن سندها مجهول أورميت بالوضع فهذا لا يعني أن اكثر التراث الامامي من اليهود والنصارى والمجوس كما تفوه به هذا المتكلم.
إذن فقد قام هذا المتكلم بما كان يحسب به انه يحسن صنعاً وما درى انه غدا من الاخسرين اعمالا
هذا ما أردنا بيانه في الامر الاول من متابعاتنا للمنهج التجريدي عند الحيدري والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

الكاتب : محمد ال حسن 

التاريخ : 2013/08/08    

 المصدر: 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=34707

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ملاحظات عن المنهج العقائدي العرفاني عند سيد كمال الحيدري   

 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
لا يخفى ان المذهب الشيعي الامامي هو المذهب الاسلامي الاكثر التصاقاً بالواقع التاريخي من جهة والاكثر التصاقاً بالعقل من جهة اخرى. وهذان المحركان أي: (الواقع التاريخي) و(العقل) ، هما الركنان الوثيقان اللذان قادا الكثير من المسلمين من اتباع المذاهب الاسلامية غير الشيعية الى اعتناق التشيّع وانتمائهم الى حركة الاستبصار العالمية التي تنتشر في غالبية انحاء العالم.
 
غير اننا نجد ان طروحات سيد كمال الحيدري في الفترة الاخيرة قد تثير بعض الارباك حول الاطار العام للتشيّع ومظهره العام ، ومن ضمن مجمل القضايا التي اثارها سيد كمال الحيدري نجد ان احد اهم اثاراته هي ادخاله المنهج العرفاني في الجانب العقائدي الشيعي وهو مسلك غير مسبوق بهذا الوضوح من قبل مَنْ سلك المسلك العرفاني قبله من علماء الشيعة الامامية.
 
وقضية ادخال الجانب العرفاني في العقيدة الشيعية هي قضية حساسة للغاية فمن المعلوم ان الشيعة الامامية ينتهون بجميع قضاياهم الدينية العقائدية والفقهية والاخلاقية الى النبي (صلى الله عليه وآله) عن طريق التمسك بالثقلين اللذين امرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهما وهما الكتاب الكريم والعترة الطاهرة (عليها السلام) لكي يكون هذا التمسك المرتكز الاساسي في الأمن من الضلال. اما المنهج العقائدي العرفاني الذي ينتهجه سيد كمال الحيدري فيعني ان يتم اضافة المنهج العرفاني كمرتكز ثالث الى جانب الكتاب والعترة وبذلك تنهار المنظومة النبوية التي تعهدت بالامن من الضلال لمن يسلك سبيل التمسك بالثقلين !
 
ولعل قائل يسأل ان هناك العديد من اكابر علماء الشيعة قد انتموا الى المسلك العرفاني فكيف ننتقد هذا المسلك ! وجواب ذلك اننا هنا لا ننتقد عموم العرفان بل ننتقد ادخاله كجزء من العقيدة الشيعية الامامية المنتمية حصراً الى فكر آل البيت (عليهم السلام) ، فعقيدتنا قد تناقلناها كابراً عن كابر عبر القرون حتى انتهت الى الائمة الاطهار (عليهم السلام) فهم والقرآن الكريم المصدران الوحيدان لعقيدتنا وليس احد آخر ، فلا ابن عربي ولا غيره من اصحاب المسلك العرفاني يُسمح لهم بإدخال مفاهيم عقائدية مخالفة لمنهج آل البيت (عليهم السلام) او لم ترد عندهم لأننا نعلم ان ائمتنا الاطهار (عليهم السلام) قد بينوا لنا جميع قضايانا العقائدية التي يتوجب علينا معرفتها واعتناقها لنحصل على السعادتين الدنيوية والاخروية ، والقرآن الكريم صريح بانه ((مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)) فلا مجال لطريق آخر غير طريقهم (عليهم السلام) ولا معارف عقائدية اخرى غير معارفهم (صلوات الله عليهم).
 
اما العرفان فاذا كان بمعنى تناول الجانب الاخلاقي والحث عليه والارتقاء به وتطوير الجانب النفسي للمؤمنين فنحن غير معترضين عليه بل قد ننشده ونستفيد منه.
 
اذن قضيتنا منحصرة في رفض ادخال اي مصدر عقائدي آخر غير المصادر المنتهية الى آل البيت (عليهم السلام). نعم قد يُقال ان اهل العرفان العقائدي يزعمون انهم انما يستندون الى الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة فيفسرونها بمعناها الباطني الذي يظنون انه معناها الحقيقي الذي صدرت من اجله ! وقد وجدنا ان منهج علمائنا منذ عصر الائمة (عليهم السلام) وعصر الغيبة الصغرى ثم عصر الغيبة الكبرى هو العمل بظاهر المعنى لا العمل بباطنه ، وعلى هذا تأسست العقيدة الشيعية الامامية. بل ان اللجوء الى اسلوب التفسير الباطني قد يصبح ذريعة ومأخذ على اهل العرفان العقائدي النظري لتفسير كلامهم بغير مقاصد معانيه الظاهرية ، فيعترض شخص ويزعم أن ظاهر كلامهم غير حجة ويستلزم الاخذ بباطن كلامهم مما يعني اتخاذ معاني ونظريات جديدة لم يعرفوها ! وتظل تتسلسل القضية ولا يتمكن احد بعد ذلك من ايصال اي فكرة او عقيدة لأن كل من يتكلم ياتي الاخر ويفسر كلامه بغير ظاهره أي بزعم ان باطنه كذا وكذا ، فتشيع الفوضى العقائدية بين الناس !! وهذا بخلاف مقاصد الشريعة المقدسة.
 
وبغية توضيح هذه القضية العقائدية المهمة عمدنا الى احد بحوث سيد كمال الحيدري الذي وجدنا ان فيه خطوة مهمة بإتجاه إحداث نحو تفكير عقائدي واستدلال على بعض القضايا العقائدية بإنتهاج منهج عرفاني بديل عن منهج علم الكلام الذي استقر عليه مذهبنا من خلال ارشاد ائمة آل البيت الاطهار (عليهم السلام). والبحث الذي سنبين بعض ملاحظاتنا عليه هو (بحث تعارض الادلة) الحلقة (189) والمنشور في موقع سيد كمال الحيدري في الانترنيت بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2014م.
 
تناول بحث سيد كمال في الحلقة المشار اليها موضوع الاستدلال على وجود الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) واثبات انه مولود وانه هو الامام في زماننا هذا ، وانطلق من هذه الفكرة للاستدلال على امامة جميع الائمة الاطهار (عليهم السلام) والنص عليهم. وسنبين من خلال ملاحظاتنا على منهجه العرفاني ان الادلة التي ذكرها هي ادلة غير ناهضة من حيث عدم شمول دلالتها وفقدان مصداقيتها الواقعية والعلمية.
 
من المعلوم إنَّ الفكر العرفاني هو جزء من مدرسة الحكمة المتعالية وهي مدرسة فكرية ظهرت في التشيّع على يد الشيخ صدر الدين الشيرازي الشهير بصدر المتألهين أو ملا صدرا (980هـ-1050هـ / 1572م-1640م) بعد اتباعه للافكار الصوفية لابن عربي ، ولذلك تجد ان هذه المدرسة تجلّ وتحترم ابن عربي وتستنير بفكره رغم انه غير داخل ضمن إطار الثقلين الذين اشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى ان التمسك بهما يضمن للمسلم تجنب الضلال وهما الكتاب والعترة الطاهرة (عليها السلام) ، أي القرآن الكريم وائمة آل البيت الاطهار (عليهم السلام).
 
وسنرى في بحثنا هذا ان سيد كمال الحيدري لم يكتف باعتماد منهج الحكمة المتعالية (المبني على العرفان والفلسفة والشريعة) بل فككها ليصرّح بإعتماده على العرفان النظري وحده ، ومن هذا المنهج انطلق ليضعّف المنهج الشيعي التقليدي المبني على علم الكلام ويثير الشبهات بوجهه رغبة منه في الانتصار لمنهجه العرفاني !
 
في بداية بحثه في الحلقة (189) المذكورة يفتتحها سيد كمال الحيدري بمهاجمة ما اطلق عليه اسم "المنهج السندي" ونسب اليه آفات تسبب بها هذا المنهج واشار الى ان السيد الخوئي (اعلى الله مقامه) هو زعيم هذا المنهج ! ونحن في ملاحظاتنا وبحثنا هذا لا نريد ان ندخل في سجالات وتفاصيل من قبيل ما هو المنهج الذي يتسبب فعلاً بالآفات الفكرية ، وكيف ان منهج العرفان النظري وحده - على سبيل المثال – هو الذي يتسبب بآفات فكرية واسعة لأنه منهج يمثل تجربة شخصية للعارف لا يمكن اثباتها للآخرين ، بالاضافة الى ان منهج العرفان النظري يفتح الباب لكل من يريد ان يدعي شيئاً ان يدعيه لأنه لا دليل عليه ، فكما قلنا فإن العرفان النظري وما يحتويه من كشف قد يرقى في الكثير من الاحيان الى مستوى الوهم والتشوش الفكري والشطحات التي اشتهر بها بعض الصوفية والعرفاء.
 
فليس "المنهج السندي" المبني على علم الرجال وتحقيق الاسانيد وتمحيص الرواة وشخصياتهم والتزامهم الديني وتورعهم وصدقهم وضبطهم هو الذي يصنع الآفات بل الإعراض عنه هو من يتسبب بالآفات حينما يتعامل الشخص مع الرواية وهو لا يعلم مدى اعتبار سندها !؟
 
"المنهج السندي" هو منهج عام يعمل به جميع المسلمين ، وهو منهج لا يمكن تفكيكه عن العقائد والفقه الاسلامي السني او الشيعي او المعتزلي او غيرها من الاتجاهات الفكرية الاسلامية.
 
والقضايا العقائدية لا تبنى ولا تعتمد على الاحاديث فقط بل ، إنَّ الشيعة الامامية المتمسكين بالثقلين العظيمين الكتاب الكريم والعترة الطاهرة (عليها السلام) قد تعلموا من ائمة آل البيت الاطهار (عليهم السلام) كيفية الاستدلال العقائدي على مختلف القضايا بالاعتماد على القرآن الكريم وكلامهم الشريف والدليل العقلي عبر منظومة متكاملة اطلق عليها العلماء اسم (علم الكلام).
 
ولذلك فإن ما ابتدأ به سيد كمال حلقته البحثية الرقمة (189) من حيث ربطه بين اثبات ولادة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بالـ"منهج السندي" أو ربطه اثبات إمامة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) بالـ"منهج السندي" ، هو ربط سطحي لم يعرفه علماء الشيعة الامامية في عقيدتهم. فالشيعة الامامية لديهم ادلة عقلية وأدلة نقلية سندية وتاريخية على ولادة الائمة الاطهار (عليهم السلام) واثبات امامتهم ، وقد تناولوا ذلك بالتفصيل الدقيق في مؤلفاتهم العقائدية من خلال علم الكلام وهي مؤلفات يصل عددها الى المئات وعبر التاريخ. فالقضية ليست بهذه البساطة التي ترقى الى مستوى هذا الطرح السطحي بأن اثبات الولادة مرتبط بمنهج سندي واذا لم يصح السند لم تثبت الولادة !! علماً ان ولادة الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) هي قضية تاريخية وليست عقائدية ، وإنما الاعتقاد بإمامته هو ضمن الجانب العقائدي.
 
وسنرى من خلال بحثنا هذا أنَّ سيد كمال الحيدري يتوخى من خلال اثارته هذه البحوث التي قد تتسبب عند البعض في توهين "المنهج السندي" وعلم الرجال ورموز المدرسة الكلامية الشيعية الرصينة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالموروث الديني عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) كالسيد الخوئي (اعلى الله مقامه) وغيره من علماء الشيعة ، إنما يسعى من كل ذلك – وكما هو ظاهر في هذه الحلقة التي نناقشها - الى تغيير موازين القوى الفكرية في داخل التشيّع للانتصار لمدرسة العرفان النظري على حساب مدرسة علم الكلام العلمية الرصينة التي بنيت عليها العقيدة والفقه الاسلاميين عند الشيعة الامامية منذ زمن الائمة (عليهم السلام) ولحد الان ، بل انه يريد الانتصار للعرفان النظري حتى على حساب مدرسة الحكمة المتعالية التي ينتمي اليها ويؤلف الكتب ويلقي المحاضرات بأسمها كما سنرى من خلال مناقشتنا لافكاره بعد قليل.
 
فمنذ بداية بحثه في الحلقة المذكورة نجد ان المنهجية العلمية التي يعتمدها سيد كمال هي منهجية مخدوشة بإتجاه التقاطي يستحوذ عليه في قرائته للادلة ، فعلى سبيل المثال نجده تارة يلتقط من العلامة المجلسي (اعلى الله مقامه) رأيه في اسانيد الاحاديث التي تخص النص على امامة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وتارة يلتقط من الشيخ محمد آصف محسني رأيه في الاحاديث التي تخص ولادة الامام المهدي (عجَّل الله فرجه الشريف) ! وكان الاجدر به ان يكتفي برأي احدهما في الموضوعين لكي يبتعد عن الالتقاطية ويوحد منهجه !
 
ونحن نتسائل لماذا اعتمد سيد كمال الحيدري على آراء الشيخ آصف محسني في اسانيد بعض الروايات وعلى آراء العلامة المجلسي في اسانيد اخرى ولم يقم هو بنفسه بتدقيق سندها ! اليس الاتم والاقرب للواقع ان يقوم المجتهد بنفسه بتدقيق اسانيد الروايات وفق نظرياته الرجالية الخاصة به والتي يتحمل مسؤوليتها تبعاً لاجتهاده العلمي. فلماذا لم يفعل سيد كمال ذلك؟!! ولا سيما وهو يلقي بحثه وسط طلبته وموضوع درسه هو موضوع علمي تخصصي مهم وحيوي يتعلق بتعارض الادلة !! ... رغم ان هناك ملاحظات عميقة تكشف ان منهج سيد كمال في درسه هو نقل وشرح تحقيقات الاخرين لا تحقيقاته هو نفسه ، وهذه سمة غالبة على بحوثه.
 
وهنا تتفرع عندنا قضية اخرى ، وهي ان سيد كمال الحيدري اعلن عن نفسه انه يرى نفسه اعلم العلماء المعاصرين ! فكيف يستقيم هذا مع عدم اعتناءه بعلم الرجال وتحقيق الاسانيد وافتقاره للنظريات الرجالية الخاصة به !؟ وحتى وفق ما اعلن عنه سابقاً (في محاضرته: مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (216) والمنشورة في موقعه) من ان منهجه الذي يعتمده هو (منهج جمع القرائن) ، فلماذا لا يكون تحقيق السند ومعرفة درجته الاعتبارية (صحيح او موثوق او ضعيف) هو من بين القرائن التي يمكن جمعها وفق منهجه بجمع القرائن ، وهذا يحتم عليه الاهتمام بالـ "منهج السندي" الذي ينتقده ، وهو نفسه يقول (كما نقل عنه في كتاب "قراءة نقدية لبعض أفكار السيد كمال الحيدري عن المرجعية" ص99): (وصحة السند يعد من القرائن يعني الصحة له قسط من الثمن .. لا اريد ان انفيها مطلقاً) ، ومع ذلك فلم نعثر لسيد كمال على اي اهتمام بعلم الرجال طيلة حياته العلمية ولحد الآن !!
 
ثم ان "المنهج السندي" الذي يهاجمه السيد كمال الحيدري وينسبه للسيد الخوئي (اعلى الله مقامه) هل نسي انه منهج جميع العلماء الاعلام قديماً وحديثاً وهذه كتب الرجال التي وضعوها تنال الرضى والقبول والعمل بها من قبل علمائنا الاصوليين قديماً وحديثاً ؟! بل والمفاجيء انه حتى الشيخ صدر الدين الشيرازي الشهير بصدر المتالهين أو ملا صدرا مؤسس مدرسة الحكمة المتعالية - التي يروج سيد كمال الحيدري لها وللعرفان النظري الذي هو جزء منها – قد انتهج نفس "المنهج السندي" الذي يعيبه سيد كمال الحيدري وذلك في شرح ملا صدرا لاصول الكافي ، وهو شرح مطبوع ومتداول بين اهل العلم والمختصين والمهتمين. فالنقد والرفض الذي يوجهه سيد كمال الحيدري للـ "منهج السندي" يشمل حتى مدرسة الحكمة المتعالية التي تبنت هي ايضاً "المنهج السندي" ولقي عندها القبول. فرفض "المنهج السندي" هو امر محدث يراه سيد كمال الحيدري وحده وليس له نصير في رؤيته تلك لا في مدرسة الحكمة المتعالية التي ينتمي اليها ولا في المدرسة الاصولية التي ينتقدها.
 
وأما الفكرة العقائدية التي يبشر سيد كمال بها وفق متبنياته في العرفان النظري فهي انه مادام الوجود قائم فالفيض الالهي موجود ، وحيث انه يفترض ان الائمة (عليهم السلام) وفق متبنيات العرفان النظري هم واسطة الفيض الالهي فلذلك هم موجودون ولا نحتاج لنص على امامة الامام ولا دليل على ولادته !!
 
وللاطلاع على الفكرة المشار اليها نقتبس نصوصاً من كلام سيد كمال ، فمما قاله:
 
[(وجدت عبارة من أفضل العبارات ومن أدق العبارات ومن أعمق العبارات لشيخ من فقهاء ولشيخ من شيوخ هذه الطائفة وهو صاحب الجواهر نعم الفقاهة بالمعنى الدقيق (طبعاً أنا عندما امدح بصاحب الجواهر هذا ليس معناه أوافقه في كل شيء لا بعد ذلك سأقول أين أخالف صاحب الجواهر) يقول في المجلد الثالث عشر من الجواهر صفحة 73 هذه عبارته يقول: فالأنصاف انه لا يجترى على نسبته إليهم عليهم السلام يعني لا يمكن أن ننسب عليهم السهو ولا يمكن أن ننسب إليهم النوم لماذا؟ يقول لما دل من الآيات والأخبار كما نقل على طهارة النبي وعترته من جميع الارجاس والذنوب وتنزههم على القبائح والعيوب وعصمتهم من العثار والخطل في القول والعمل وبلوغهم إلى أقصى مراتب الكمال وأفضليتهم ممن عداهم في جميع الأحوال والأعمال وإنهم تناموا أعينهم ولا تنام قلوبهم وان حالهم في المنام كحالهم في اليقظة وان النوم لا يغير منهم شيئاً من جهة الإدراك والمعرفة وإنهم علموا ما كان وما يكون من أوّل الدهر إلى انقراضه وإنهم جعلوا شهداء على الناس في أعمالهم وان ملائكة الليل والنهار كانوا يشهدون مع النبي صلاة الفجر وان الملائكة كانوا يأتون الأئمة عند وقت كل صلاة وإنهم ما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلّا وهم ينبهونهم لها ليصلوا معهم وإنهم كانوا مؤيدين بروح القدس يخبرهم ويسددهم ولا يصيبهم الحدثان ولا يلهو ولا ينام ولا يغفل ورؤوا ما في شرق الأرض وغربها إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلّا الله سبحانه وتعالى هذه عقيدة صاحب الجواهر طبعاً تقول لي سيدنا هذه عقيدتك أقول هذه عقيدتي وزيادة وسأبين ذلك)].
 
ثم ينقل عن صاحب الجواهر (اعلى الله مقامه) فيقول: [(نكتة يشير إليها صاحب الجواهر قدس الله نفسه في هذه المسألة يقول: وكيف لا نقول كذلك في علمهم ومقاماتهم وليسوا هم اقل من الديك الذي يصرخ في اوقات الصلوات يقول ألستم تقولون الديك في اوقات الصلاة وخصوصاً قبل الصلاة الصبح وليسوا هم اقل من الديكة التي تصرخ في اوقات الصلوات وفي أواخر الليل لسماعها صوت تسبيح ديك السماء، الديك تسمع صوت ديك السماء وهؤلاء لا يسمعون صوت السماء ما بالكم أين ما لكم كيف تحكمون)].
 
ويضيف سيد كمال بعد ذلك:
 
(هذه مجموعة من المقامات ولكن جميعاً أصل هذه المقامات التي لم يستطع البعض من علماء الإمامية أن يقبلها وتصورها أنها من الغلو أصلها في مكان آخر ما لم تحل تلك المسألة فمثل هذه المقامات لا يمكن حلها وهذا هو الذي لم يأتي، الآن لا اقل في عبارة صاحب الجواهر قدس الله نفسه لأنها تحتاج إلى منظومة فكرية ومعرفية أخرى غير المنظومة التي يسير عليها صاحب الجواهر وباقي كثير من علماء الإمامية ...)].
 
وفي الحقيقة فان ما قاله سيد كمال فيه غمط للفكر العقائدي الامامي وتوهين له ولرؤيته لعظمة ائمة آل البيت (عليهم السلام) ، ففي عقيدتنا نحن الامامية نعتقد ان الائمة الاطهار (عليهم السلام) الى جانب كونهم معصومين فهم الهداة الحق ، وهم ولاة امر الله وخزنة علمه ، وهم خلفاء الله عز وجل في ارضه وابوابه التي منها يؤتى ، وهم اركان الارض ، وانهم محدّثون مفهمون. وهناك من يعتقد بأن للائمة الاطهار (عليهم السلام) ولاية تكوينية في التصرف بالموجودات. وكتبنا العقائدية صريحة في المقامات العالية للائمة الاطهار (عليهم السلام) وهي جزء اصيل من عقيدة الشيعة الامامية. فلا يصح ما ذهب اليه سيد كمال من ان منهج صاحب الجواهر (اعلى الله مقامه) يحتاج الى منهج آخر غير المنهج العقائدي الذي يعتنقه - وهو منهج مبني اصلاً على علم الكلام - لكي يثبت المعاني التي تفضل بها بخصوص الائمة (عليهم السلام). فصاحب الجواهر (اعلى الله مقامه) لم يكن من مدرسة الحكمة المتعالية ولا من انصار العرفان النظري ومع ذلك توصل من خلال علم الكلام الى الاعتقاد بالمقامات العالية للائمة الاطهار (عليهم السلام).
 
ثم يضيف سيد كمال:
 
[( وهي هذا الأصل الأصيل في كل هذه المقامات هو أنهم وسائط الفيض الإلهي لكل عالم الإمكان وليس عالم الأرض، ليس: لولا الحجة ولولا الإمام لساخت الأرض بأهلها بل لولا الإمام لساخ عالم الإمكان بأهله لأنه هم وسائط الفيض الإلهي لا ينزل شيء إلى عالم الإمكان إلّا بتوسطهم ولا يصعد شيء إلى الله إلّا من خلالهم وبتوسطهم لأن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته ذلك وسأبين لكم الدليل ... لا يتبادر إلى ذهن احد هذه دعوى قلت لكم أنت حرٌ تقبل وان ترفض أنا ما ادعي أن هذه كلمات مسلمات ضروريات لابد أن تقبلها أبداً هذا ليس منهجي أنا أقول هذا اجتهادي وهذا رأيي وهذا اعتقادي أعيش عليه وارجوا الله أن أموت عليه وابعث عليه هذه اعتقاداتي ما اعتقده في هؤلاء قد أكون مصيباً وقد أكون مخطأ ذاك بحث آخر وأي عالمٍ من علماء المسلمين وغير المسلمين من الشيعة وغيرهم يستطيع أن يقول كل ما نقوله هو مصيب للواقع وإلّا لماذا انقسمت الأحكام إلى أحكام ظاهرية وإلى أحكام واقعية هذا يكشف على انه لا يوجد لأحد ضامن انه يدعي كل ما يقوله هو حقٌ ليس كذلك، ... واسطة الفيض الإلهي هؤلاء ومنه عند ذلك تتضح لكم واحدة من أهم أدلة ضرورة وجود إمام لكل زمان وان الأرض لا تخلو من إمام حق لأنه إذا لم يكن الواسطة معناه أن العالم موجود أو غير موجود؟ غير موجود وحيث انه موجود إذن الواسطة موجودٌ سواء عرفنا كيف ولد أو لم نعرف بعد لا يؤثر كثيراً روايات الولادة افترضوا أصلا ما عندنا رواية ولا رواية على الولادة ولكنه إذا قام الدليل القطعي القرآني قال لنا لابد من وجود خليفة على الأرض إني جاعل في الأرض خليفة نقف عند هذه الآية هذا ليس نقل بالمعنى ولا خبر واحد ولا تقطيع ولا أبداً إني جاعل في الأرض خليفة، لماذا لم يقل إني جاعل خليفة في الأرض كما قال في داوود له بحث آخر، لماذا يقول الآية في داوود إنا جعلناك خليفةً في الأرض أما هنا يقول جاعلٌ في الأرض خليفة ما هي النكتة؟)]...
 
وهنا تكتمل فكرة سيد كمال التي اشرنا اليها قبل قليل ، وهي ان مقام الفيض الالهي يغني المسلم عن البحث عن دليل لولادة الامام او للبحث عن دليل لإمامته !!؟ فما دام الوجود موجود اذن الفيض الالهي قائم وموجود ، ومادام الفيض الالهي قائم وموجود اذن الامام موجود مولود ومنصوص عليه ؟!! ولكن فكرته هذه غير تامة من جهتين الاولى انها لم تبين لنا كيف يمكن ان نشخّص من هو صاحب مقام الفيض الالهي ؟! فهل إنَّ الامام الحسن العسكري (عليه السلام) لكونه هو صاحب مقام الفيض الالهي فلذلك هو الامام ولا نحتاج لروايات تنص على إمامته ؟!! وهل ان الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف وارواحنا لمقدمه الفداء) هو صاحب مقام الفيض الالهي ولذلك فهو الامام وانه مولود ولا نحتاج لروايات تثبت ولادته !! ...
 
ففكرته هذه اقصى ما يمكن ان تثبته هو ان هناك امام موجود ، ولكنها لا تتمكن ان تشخّص من هو الامام ؟ وما هو نسبه ؟ وهذه الجزئيات لا يتمكن سوى علم الكلام من اثباتها ، فلا العرفان النظري ولا الحكمة المتعالية كلها يمكنها ذلك.
 
ومن جهة اخرى فإنّ فكرته هذه تخص من قد يؤمن بأن الامام هو واسطة الفيض الالهي ، وهذه الفكرة المرتبطة بالمفهوم العرفاني الذي يسمونه (الحقيقة المحمدية) او الصادر الاول هي من مختصات العرفان النظري والتصوف وليست جزءاً من عقيدة الشيعة الامامية ، فليس هناك نص من كتاب او سنة يؤيد هذا الاتجاه الفكري ! وبناءاً على ذلك فنظريته هذه غير مقبولة من قبل المؤمنين الذين لا ينهجون منهج التصوف او العرفان النظري او الحكمة المتعالية.
 
كما انَّ هذا النص المقتبس آنفاً نجد فيه انَّ هناك خلطاً بين دليل قرآني يخص ضرورة وجود خليفة في الارض مع قضية عرفانية هي قضية الفيض الالهي ، مع ان الموضوعين منفصلين نظرياً ! وكما ذكرنا آنفاً فإنَّ قضية اعتبار الائمة (عليهم السلام) هم واسطة الفيض الالهي هي مرتبطة في العرفان النظري بقضية الصادر الاول وهي قضية شائكة اساسها عرفاني يتعلق بالتجربة الشخصية للعارف وليس من الصحيح ان تصبح جزءاً من العقيدة اذ لا دليل قطعي عليها بينما العقائد لا تثبت الا بالادلة القطعية اليقينية. فضلاً عن ان استخدام مصطلح (الصادر الاول) نفسه من قبل العرفاء فيه اشكال اذ انهم يصرون على استخدامه وفيه ما فيه من حمل معنى الصدور والامتداد بدلاً من معنى الخلق ، فهم لا يقولون (المخلوق الاول) وان اعترفوا بذلك احياناً تبعاً لبعض الاحاديث الشريفة ، لكن الاصرار على وصفه بالصادر انما يخشى منه انه يحمل في ذهنية من وضعه من المتصوفة الاوائل معنى ان الفيض الالهي هو الامتداد للاله (جل وتعالى شأنه) في الكون وان الكون هو وجود واحد ، وهي النظرية التي قد تجد لها امتداداً في بعض الافكار الصوفية الغنوصية الهندوسية والبوذية.
 
 
 
واستمر سيد كمال قائلاً:
 
[(إذا كانت رواية لا قيمة لها أبداً لأنه لا اعلم أن هذا هو لفظ رسول الله لو نقل بالمعنى أو تلاعب أمّا هنا ماذا؟ ولهذا تجدون إحنا في البحث القرآني قلنا تركيب الآيات بل ترتيب الكلمات في السورة الواحدة هو وحياني نبوي لابد أن نقف هنا مضافاً إلى المنهج الآخر وما هو المنهج؟ أقولها صريحتاً ولا أخشى أحداً أن هذه المنظومة لا يمكن إثباتها إلّا بالمنهج العرفاني غير قابلة للإثبات لا بالمنهج العقلاني (مقصودي من العقلاني يعني المنهج المشائي) ولا بالحكمة المتعالية أبداً ولا بالمنهج الروائي وإنما قابلة للإثبات بالمباني العرفاني النظري وحيث أن هؤلاء القوم يقبلون هذه المباني أو لا يقبلونها إذن لا طريق لهم وأنا هم عندي إشكال في طريقهم همه يعتمدون على المنهج الروائي وهذه مشكلة المنهج الروائي يعتمدون المنهج الاخباري أو المنهج السندي هذا اشكالاته أشير إليها)].
 
وهذا النص يبين اثارات عديدة ومهمة ، منها انه يرى ويبين ان مدار العقيدة عند الشيعة اما العرفان النظري الذي يؤمن به هو طريقاً صحيحاً عنده ، او المنهج المشائي او الحكمة المتعالية او المنهج الروائي الاخباري او المنهج الروائي السندي ، ولكنه يغفل ان الشيعة يعتمدون العقل كدليل اصيل في الاستدلال على العقيدة ، ولا اقصد بذلك المنهج المشائي الفلسفي بل اقصد ما هو ابسط من ذلك من القواعد العقلية الاساسية ، فالشيعة الامامية في القرون الاولى التي ترسخت فيها مؤلفاتهم العقائدية الاولى في مذهبهم العظيم بعد انتهاء الغيبة الصغرى لم يعتمدوا فيه على المنهج المشائي الفلسفي الذي برع فيه ابن سينا اوالفارابي وابن رشد وغيرهم من فلاسفة المسلمين ، فعقيدتهم لم تبنَ وفق هذا المنهج الفلسفي أي المنهج المشائي ، بل ان الشيعة الامامية قد اعتمدوا على علم الكلام في اثبات عقيدتهم جنباً الى جنب ما اطلق عليه سيد كمال "المنهج السندي" ، فالشيعة بنوا عقيدتهم تبعاً لما تعلموه من ائمة الهدى ائمة آل البيت (عليهم السلام) بالاعتماد على العقل أي القواعد العقلية الاساسية الفطرية التي يخضع لها العقل الانساني ويعترف بها جميع الناس مهما كان جنسهم او دينهم ، وبالاضافة الى تلك القواعد فقد اعتمدوا بشكل اساسي على القرآن الكريم والاحاديث التي رووها عن ائمة آل البيت الاطهار (عليهم السلام) ، وبذلك فقد جعلوا من حديث الثقلين محوراً لعقيدتهم أي التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة (عليها السلام).
 
والاثارة الاخرى التي نجدها في كلام سيد كمال في الاقتباس الاخير هو انه بدأ منهجاً مخالفاً لمنهج مدرسة الحكمة المتعالية حيث صرّح بمخالفته له وهذا يرجع بمدرسة الحكمة المتعالية خطوة الى الخلف اذا ما ارتضت ان تتبع خطى سيد كمال ، ترجع خطوة الى ما قبل تأسيسها بجهود ملا صدرا ، حيث تعود الى العصر الذي كان المتصوف او العارف يخوض تجربته العرفانية ولا يمكنه اثباتها بطريق فلسفي ، حينما كان الكشف العرفاني مطلق اليد في ذهن العارف او الصوفي بدون قيد حتى لو قاده ذلك الكشف الذهني الى شطحات وقضايا مخالفة للعقيدة او للشريعة ! ان منهج سيد كمال يتعارض مع مدرسة الحكمة المتعالية التي يروّج لها في مؤلفاته.
 
ولكي نوضح ذلك علينا ان نبين معاني بعض المصطلحات التي توضح الفكرة وهي مصطلحات (العرفان العملي) و(العرفان النظري) و(الحكمة المتعالية) ، حيث كتب الشيخ خليل رزق في تقريراته لبحث سيد كمال الحيدري والتي نشرها في كتاب (العرفان الشيعي) ، وهو يبين المسيرة الفكرية الانسانية التي حاولت الجواب على السؤال الكبير والمهم: (ما هو الوجود؟) ، فقال ما نصّه:
 
[(ولأجل الفحص عن الحقيقة والوصول الى الجواب اشتغل أُناس بالتفكّر وتحليل المعلومات والوصول بها الى المجهولات تسمّوا بأسم الفلاسفة وأهل النظر.
 
وآخرون اعتقدوا أنّ الوصول الى الحق لا يمكن بالنظر الصرف بل الطريق الى ذلك هو الاشتغال بالمجاهدات والرياضات حتى يتقوّى الانسان ويتمكّن من معرفة نفسه أولاً ، ثم بإتساع نفسه وإحاطتها في ظلّ هذا التوسع على العالم حوله يتمكن من معرفة العالم بقدر ما يحيط به ويشاهده عين نفسه. وأهل هذه الطريقة تسمّوا بأسم العرفاء وطريقتهم العرفان العملي.
 
وبعد ذلك عرض عدّة منهم مكاشفاتهم وما وجدوا في طيّ مراقباتهم على غيرهم ، لكنها كانت مطالب متفرقة غير منسجمة ولا مترابطة ، فتصدى جمع – وفي طليعتهم ابن عربي صاحب كتاب فصوص الحكم – لجمعها وتنسيقها وبيان ارتباطاتها وبعرض تلك المطالب والمشي على سياقها ، وعند ذلك نشأ علم آخر سمّي بأسم العرفان النظري.
 
ولم تكن هذه المطالب قابلة للعرض في المجتمع العلمي بصورة مقبولة ، وإنما هي ادّعاءات من قِبَل قائلها غير قابلة للرد والاثبات فتصدى جمع آخر لتبيينها البرهاني القابل للعرض على مستوى البحث العلمي ، وكان من أوائل اولئك المجتهدين صائن الدين علي بن محمد التركة في كتابه تمهيد القواعد ، ثم داوم المجاهدة حتى جاء صدر المتالهين الشيرازي ، وتصدى بوضع أصول بنائيّة بيّن بها المعارف النظرية العرفانية بلسان فلسفي – حسب ما قدّر له – وبذلك أوجد خطّاً وسطاً بين العرفان والفلسفة سمّاه الحكمة المتعالية)].
 
إذن العرفان النظري من وجهة نظر سيد كمال هو مجرّد (ادعاءات من قِبَل قائلها غير قابلة للرد والاثبات) ومع ذلك فهو مُصِرّ على ان هذا المنهج غير القابل للاثبات هو البديل عن "المنهج السندي" ؟!!
 
 
 
وقال سيد كمال في الحلقة (189):
 
[(وهذه قضية ضرورة وجود إنسانٍ كاملٍ في كل زمانٍ وان اختلف البعض معنى في المصداق ليس مهم ولكن أصل النظرية من مسلمات كبار علماء المسلمين يكون في علمكم لا يتبادر إلى ذهنكم أن هذه النظرية هي للشيعة لا يكفي لنا أن أقرا عبارة واحدة من الفخر الرازي في كتابه المطالب العالية من العلم الإلهي هناك في المجلد الثامن صفحة 107 يقول: وتكون قوته العملية مؤثرة في أجسام هذا العالم ثم بعد الفراغ من هذين المقامين تكون قوته الروحانية (هذا الشخص) مؤثرة في تكميل أرواح الناقصين في قوتي النظر والعمل ولمّا عرفت إلى أن يقول: كان المقصود ولا شك أن المقصود بالذات من كل عالم الإمكان هو وجود الكامل يعني خلق كل شيء لأجل وجود الإنسان الكامل وأمّا الناقص فإنه يكون مقصوداً بالعرض فثبت أن ذلك الشخص هو الكامل وهو القطب لهذا العالم العنصري وما سواه كالتبع له وجماعة من الشيعة الإمامية يسمونه بالإمام المعصوم وقد يسمونه بصاحب الزمان ويقولون بأنه غائب ولقد صدقوا في الوصفين معاً، وأنت قد تريد أن تسمي هذا ناصبي فخر الرازي تسميه سنياً تريد تسميه شيعياً لا يهمني هذا كثيراً، نظرية الإنسان الكامل وان الأرض لا تخلو من إنسانٍ كامل ليست وظيفته رئاسة الدين والدنيا، حتى يقال ما هي الفائدة)].
 
فمن الواضح ان سيد كمال في هذا النص يحاكي آراء ابن عربي وعبد الكريم الجيلي في موضوع الانسان الكامل ، غير ان قول سيد كمال عن نظرية "الانسان الكامل" ان (أصل النظرية من مسلمات كبار علماء المسلمين) هو قول ضعيف ، فلا عبرة بكلام علماء المخالفين كالرازي وصاحب روح المعاني الالوسي وابن عربي وعبد الكريم الجيلي لعدم تمسكهم بالثقلين ولأن الادلة التي جاؤوا بها لا تستقيم مع منهج آل البيت (عليهم السلام) ، كما ان القرآن الكريم الذي فيه تبيان كل شيء فيما يتعلق بالعقيدة والهداية لم يتطرق لهذا الموضوع ! فسواء كانت نظرية "الانسان الكامل" مقبولة من المتصوفة او العرفان النظري او مدرسة الحكمة المتعالية او بعض علماء المسلمين ، فالاصل في صحة نظرية "الانسان الكامل" واي نظرية اخرى هي ان تكون منتمية لمدرسة اهل البيت (عليهم السلام) حتى نأمن ان تكون عقيدة صحيحة لا يضل من اعتقدها كما هو الوعد النبوي في حديث التمسك بالثقلين.
 
فهل ورد تعبير "الانسان الكامل" في روايات اهل البيت (عليهم السلام) او ورد معناه ومؤداه عندهم (عليهم السلام) هذا ما يجب ان نبحث عنه. وكان الاجدر بسيد كمال الحيدري ان يستشهد بكلام اهل البيت (عليهم السلام) بدلاً من كلام الرازي ! ولكنه ربما يعلم جيداً ان آل البيت (عليهم السلام) لم يصدر عنهم شيء يؤيد هذه العقيدة الصوفية العرفانية !
 
واستمر سيد كمال قائلاً:
 
[(الآن مشكلة علم الكلام الشيعي المعاصر وبدأت الإشكالات ترد على هذه النظرية يقولون ألستم تعرفون الإمامة رئاسة في الدين والدنيا، أين الرئاسة؟ أين نبحث الفائدة له؟ اتجه العقل الشيعي لذلك لأنه يريد أن يجيد له أثراً حتى يقول بلي موجود ولهذا تجدون أن العقلي الشيعي أو بعض عوام الشيعة انتفضوا عندما قلت انه لم يراه احد قال إذا لم يراه احد إذن كيف نثبته؟ هذه كلها نتيجة ذيك الخلفية وهو انه لا طريق لإثباته إلّا أن يراه احد)] !
 
وفي الحقيقة فإنَّ الشيعة الامامية لا يقولون ان من شرط اثبات ولادة الامام (عجَّل الله فرجه الشريف) او وجوده هو رؤيته إذ لا تلازم بين الولادة والرؤية. ولا اعرف من اين جاء سيد كمال بهذه الفرضية غير التامة. وهذه كتب الشيعة الامامية مليئة بالادلة واجوبة الشبهات ، ولا يوجد فيها ما يجعل من الرؤية شرطاً لثبوت الولادة.
 
واضاف سيد كمال في نفس سياق كلامه:
 
[( لا طريق لبيان فوائدته إلّا أن يقضي حوائج الناس لا طريق وإلى آخره، وهذا مراراً وتكراراً ذكرته أن آبائه الطيبين من 11 إمام أي فقير كان يرفعون حاجته، حتى الإمام الحجة يكون مسؤول كل فقير يرفع حاجته، أمّا والله غريب هو الإمام الظاهر كانت المشاكل والفقراء والظلم والضياع والظلال كان موجود في زمانهم أو ما كان موجود في زمانهم؟ كان موجود في زمانهم رفعوه أو لم يرفعوه؟ لم يرفعوه لماذا تتوقع أنت من الإمام الحجة إذا وقع انحراف لابد أن يرفعه من أين جئتم بهذا؟ هو مع ظهورهم لا يرفعون فكيف وهم حجب على الناس)].
 
وجواب كلامه هو نفس ما اسلفناه من ان كل ذلك ليس من عقيدتنا نحن الشيعة الامامية ، وانما هي شبهات لعلها في ذهن سيد كمال او اذهان بعض الناس ، وهي شبهات لا يعتد بها لظهور تهافتها.
 
الى ان يقول:
 
[( إذن قضية الإنسان الكامل قضية مرتبطة بعوالم أخرى لا مرتبط برئاسة الدين والدنيا، إذن هذه خلاصة ما اعتقده من هنا بإذن الله تعالى)].
 
ولكن فات سيد كمال ان قضية "الانسان الكامل" حتى لو افترضنا على سبيل المحاججة صحتها فانها تثبت العنوان العام ولكن حيث ان العرفان هو تجربة شخصية للعارف فهو لا يتمكن من خلاله ان يثبت ويبرهن للناس من هو "الانسان الكامل" وهل هو الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) أم غيره الا بالرجوع للطرق التقليدية (علم الكلام) وهي طرق غير عرفانية.
 
واما قضية ان الارض لا تخلو من حجة التي ذكرها سيد كمال الحيدري فهي لا تختص بالعرفان النظري ولا بالحكمة المتعالية فقط بل هو جزء من العقيدة الشيعية الامامية المبنية على العقل وأيضاً وردت بها احاديث شريفة عديدة تؤكد عليها.
 
فقضية ان الارض لا تخلو عن حجة ينالها التفكير العقلي السليم من خلال علم الكلام ولا يشترط لذلك ان يكون المنهج عرفانياً كما هو منهج سيد كمال الحيدري ، فإنّ السبب الذي من اجله ارسل الله سبحانه الانبياء والرسل (صلوات الله عليهم وعلى نبينا وآله بالخصوص) هو نفس السبب الداعي الى وجوب وجود حجة.
 
قال تعالى في سورة النساء الآية (165): ((رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)).
 
فإنَّ نفس السبب الذي من اجله اُرسِل الانبياء والرسل هو السبب الذي يتوجب وجود في كل زمان حجة أي امام يقوم بالمهمة الرسالية. والا فانّ موت النبي يعني موت حجيته وعودة الاختلاف بين الناس وما يتسببه من انحراف عقائدي وتشريعي ، وبذلك ستعود الحجية للناس على الله تعالى وهو بخلاف ما نصّ عليه القرآن الكريم في الآية الشريفة السابقة. وحال المسلمين بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكشف بوضوح عن حتميه وجود إمام وحجة لله تعالى على الناس وفقاً للآية الكريمة. ونفس هذه الاية الكريمة هي التي تثبت ولادة الامام الحجة المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) فلا بد من حجة قائمة في كل عصر وزمان. فمن هو ذلك الحجة غير الامام (عجّل الله فرجه الشريف).
 
وفي تفسير الميزان بعد تفسيره للآية المباركة في البحث الروائي قال السيد الطباطبائي: (و في التوحيد، عن هشام بن الحكم قال: سأل الزنديق الذي أتى أبا عبد الله فقال: من أين أثبت أنبياء و رسلا؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا لما أثبتنا: أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا يلامسوه، و لا يباشرهم و لا يباشروه و يحاجهم و يحاجوه، فثبت أن له سفراء في خلقه يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما فيه بقاؤهم، و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و ثبت عند ذلك أن له معبرين و هم الأنبياء و صفوته من خلقه، حكماء مؤدبون بالحكمة مبعوثين بها، غير مشاركين للناس في أحوالهم، على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة و الدلائل و البراهين و الشواهد، من إحياء الموتى، و إبراء الأكمه و الأبرص فلا يخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقال الرسول و وجوب عدالته. أقول: و الحديث كما ترى مشتمل على حجج ثلاث في مسائل ثلاث من النبوة:
 
إحداها: الحجة على النبوة العامة و بالتأمل فيما ذكره (صلى الله عليه وآله وسلم) تجد أنه منطبق على ما استفدنا من قوله تعالى: كان الناس أمة واحدة الآية.
 
و ثانيتها: الحجة على لزوم تأييد النبي بالمعجزة، و ما ذكره (عليه السلام) منطبق على ما ذكرناه في البحث عن الإعجاز في بيان قوله تعالى: "و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله:" البقرة - 23.
 
و ثالثتها: مسألة عدم خلو الأرض عن الحجة).
 
ورب قائل يقول ان ما استدللنا عليه من وجوب وجود الحجة في كل زمان يثبت القضية مجملاً ويبقى الاشكال في التشخيص الموضوعي ، فما زال هناك جواب مطلوب لمطلب تضعيف الشيخ المجلسي (اعلى الله مقامه) لاحاديث النص على امامة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ، فرب قائل مخاصم او مشكك او باحث عن الحق يقول ان الدليل العقلي على وجوب وجود الحجة لا يعني ان يكون الحجة هو الامام العسكري (عليه السلام) فربما يكون شخص آخر ! وجواب ذلك يظهر من ان الشيعة الامامية تسالموا في عصر كل امام على امامته بطرق يقينية ظاهرة في عصرهم وتواترت امامته بينهم جيلاً بعد جيل. فليست قضية امامة الامام (عليه السلام) مرتبطة بنص يجب ان يثبت بشكل قطعي في كل جيل بل يكفي ثبوته في الجيل المعاصر للامام (عليه السلام) وان يتقبله المؤمنون ثم ينتقل الايمان بالتواتر الى الجيل التالي والاجيال اللاحقة. وهي نفس قضية ثبوت الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم عبر الاجيال ، فمن المعلوم ان الاعجاز البلاغي انما يعرفه الجيل الاسلامي الاول الذي عاصر نزول القرآن الكريم والذي علم يقيناً وجود اعجاز بلاغي فيه ، ثم تناقل المسلمون بالتواتر ثبوت ذلك الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم وان كانوا اقل بلاغة من الجيل الاسلامي الاول. وقد اشارة الى قضية تواتر الاعجاز البلاغي بين المسلمين عبر العصور السيد الخوئي (اعلى الله مقامه) في كتابه البيان في تفسير القرآن.
 
اذن نحن كشيعة امامية وكمسلمين لا نحتاج لثبوت عقيدتنا في اعجاز القرآن الكريم لأن يكون كل فرد منّا على درجة عالية من البلاغة في كل جيل بعد تواتر ذلك عندنا ، كما اننا لا نحتاج الى نص يخص إمامة احد الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) يصلنا بسند صحيح يطول ويزداد رجاله بمرور الزمن بعد ان ثبتت تلك النصوص بصورة قطعية ويقينية في الجيل الاول المعاصر للامام (عليه السلام) وتواتر ذلك بين الشيعة عبر الاجيال اللاحقة. وهذا المنهج لا يقتصر على الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم ولا على ثبوت امامة الائمة (عليهم السلام) بل هو يمتد الى اغلب الحوادث التاريخية التي تسالمت عليها الامة والانسانية ، فكم من حادثة او واقعة نعلمها ونعلم حدوثها ولا سند صحيح يخبرنا بها بل هي مما تسالمت عليه الامة عبر النقل المتواتر عبر الاجيال. فعلى سبيل المثال قد لا نجد ان هناك سنداً صحيحاً يخبرنا بحدوث معركة نهاوند او ان فتح مكة هو في سنة 8 للهجرة او غيرها من القضايا التي اُثبِتَت في التاريخ بدون سند او بسند ضعيف ، ونحن لا نحتاج لذلك بعد ان تواتر ذلك بين المسلمين وعبر الاجيال. واهتمام الشيعة الامامية بقضية امامة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) اكثر بكثير من اهتمامهم بقضية سعيد بن جبير او غيرها من القضايا العديدة التي تسالم عليها الشيعة بل والمسلمون والناس عموماً عن طريق تواترها عبر الاجيال.
 
وضمن هذا الاطار الفكري وجدنا ان العلامة الحلي (اعلى الله مقامه) اثبت ايضاً امامة الائمة (عليهم السلام) حيث نجده يقول في كتابه (كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) تحت عنوان (المسالة الثامنة في إمامة باقي الائمة الاثني عشر عليهم السلام) حيث نقل عن الشيخ نصير الدين الطوسي (اعلى الله مقامه) في تجريده قوله: (والنقل المتواتر دلّ على الاحد عشر ولوجوب العصمة وانتفائها عن غيرهم ووجود الكمالات فيهم) ثم علّق العلامة الحلي بقوله: (أقول: لما بيّن ان الامام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو علي بن ابي طالب عليه السلام شرع في إمامة الائمة الاحد عشر وهم الحسن بن علي ثم أخوه الحسين ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم ولده علي الرضا ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم الامام المنتظر. واستدل على ذلك بوجوه ثلاثة ، الاول: النقل المتواتر من الشيعة خلفاً عن سلف فانّه يدل على امامة كل واحد من هؤلاء بالتنصيص ، وقد نقل المخالفون ذلك من طرق متعددة تارةً على الاجمال واخرى على التفصيل ، كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواتراً انه قال للحسين عليه السلام: هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم ، وغير ذلك من الاخبار. وروي عن مسروق وقال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود إذ قال له شاب: هل عهد ليكم نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) كم يكون بعده خليفة ، قال: إنّك لحديث السن وإنّ هذا شيء ما سألني أحد عنه نعم عهد إلينا نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون بعده اثنا عشرخليفة عدد نقباء بني اسرائيل. الوجه الثاني: قد بيّنا أنّ الامام يجب ان يكون معصوماً وغير هؤلاء ليسوا معصومين إجماعاً ، فتعيّنت العصمة لهم وإلا لزم خلوّ الزمان عن المعصوم ، وقد بيّنا استحالته. الوجه الثالث: أن الكمالات النفسانية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد منهم ، وكل واحد منهم كما هو كامل في نفسه كذا هو مكمل لغيره ، وذلك يدلّ على استحقاقه الرياسة العامة لأنه أفضل من كل احد في زمانه ويقبح عقلاً تقديم المفضول على الفاضل فيجب أن يكون كلّ واحد منهم إماماً ، وهذا برهان لمّي).
 
فالرأي الذي ادلى به سيد كمال في بداية البحث حول وجود احاديث ضعيفة حول النص على امامة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) او احاديث مولد الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) هو رأي لا يحتوي على مقومات علمية كافية للنهوض به.
 
ومن جهة اخرى نجد ان هناك طريق آخر لاثبات امامة الائمة الاطهار (عليهم السلام) غير ما ذكرناه آنفاً وغير طريق العرفان النظري الذي اقترحه سيد كمال ، وهذا الطريق هو طريق الاحاديث المستفيضة في النص على الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) ، وهي احاديث ذكرها سيد كمال نفسه في بحث منشور في موقعه في الانترنيت تحت عنوان (المهدي هل هو حي أم أنه سيولد بعد ذلك) ، وقد ذكر سيد كمال نفسه عدد كبير من الروايات التي تثبت ولادة الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) ، وكالاتي:
 
ـ الروايات التي تقول إنه التاسع من ولد الإمام الحسين (عليه السلام): 148 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه السادس من ولد الصادق (عليه السلام): 99 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه الخامس من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام): 98 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه الرابع من ولد علي بن موسى الرضا (عليه السلام): 95 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه الثالث من ولد محمّد بن علي التقي (عليه السلام): 90 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه من ولد علي الهادي (عليه السلام) : 90 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه ابن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام): 146 رواية
 
ـ الروايات التي تقول إنه الثاني عشر من الأئمّة وخاتمهم: 136 رواية
 
ـ في ولادته (عليه السلام) وتأريخها وبعض حالات أمّه: 214 رواية
 
 
 
فإزاء هذا العدد الهائل من الروايات المستفيضة هل يمكن ان نبقى بحاجة الى منهج العرفان النظري الذي اقترحه سيد كمال لاثبات ولادة الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) والذي تبين لنا انه منهج غير ناهض !
 
ولماذا اعرض سيد كمال عن الاشارة الى هذا العدد الهائل من الروايات في نفس الموضوع وغض الطرف عنها لصالح الانتصار لمنهجه العرفاني القلق.
 
وبالاضافة الى ان العرفان النظري الذي اقترحه سيد كمال بديلاً لم يحل المشكلة كما رأينا. فنجد انه سبق لسيد كمال الحيدري ان ذكر في الدرس الثالث من سلسلة محاضراته الصوتية الخاصة بشرحه لتجريد الاعتقاد (وهي 117 محاضرة) انه لا غنى عن علم الكلام في العقائد وهو يغطي مساحة لا تتمكن الفلسفة من تغطيتها وهي المساحة الخاصة بالجزئيات والمصاديق. وقد اثبتنا في بحثنا هذا انه حتى العرفان النظري لا يتمكن ان يغطي تلك المساحة المهمة التي يغطيها علم الكلام. 
  
الكاتب : نبيل محمد حسن
التاريخ : 2014/02/22  

 المصدر: 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=43083

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

من إبداعات الحيدري ام من سرقاته العلمية ؟؟!!   

 

 

 

بسمه تعالى
 
أطل علينا كمال الحيدري على الفضائية في الحلقة 12 من حلقات (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن)
ليعرض علينا إنجازاته العلمية المزعومة وفتوحاته ، ويوهم القراء الكرام بأنه صاحب نظرية ومصلح علمي في حوزاتنا العلمية وبالصراخ والتهييج ، وإعطاء عناوين كبيرة ضخمة كالتحذير من الاسرائيليات في كتبنا، ومما تعرض له تفسير القمي ، وانه قد اختلط بتفسير أبي الجارود الزيدي.
 
فهل هذه المسألة مما انتبه إليها الحيدري، أم انها رأي في المسألة قد حققها غيره وتبناه هو دون أن يشير لصاحب الرأي ؛ وذلك لأمانته العلمية !!!!
 
الحق ان هذه المسألة وهي إختلاط أحاديث تفسير القمي بتفسير أبي الجارود قد تعرض لها غيره قبله، ودون هذا الضجيج الإعلامي وفي محل البحث، وهي الحوزة العلمية لا الفضائيات.
وممن بحثها وتبنى الاختلاط هو آية الله الشيخ مسلم الداوري ، أستاذ البحث الخارج بقم المقدسة، ومن تلاميذ أستاذ الفقهاء زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي.
 
فقد تصدى الشيخ الداوري حفظه الله في كتابه (أصول علم الرجال) - ص 163 من الطبعة الأولى سنة الطبع 1416 - للبحث عن تفسير القمي وتبنى انه قد اختلط بتفسير أبي الجارود ، وذكر القرائن والأدلة على رأيه، وخالف أستاذه السيد الخوئي بكل أدب ، وبروح الباحث العلمي الذي يقدر جهود الآخرين، ويحترم آراءهم وإن خالفهم .
 
ومما ينبغي الالتفات إليه أمور:
1 - ان الشيخ الداوري حفظه الله أشار في كتابه الى ان هذا الرأي قد ذهب إليه غيره ممن سبقه، فلم يتجاهل حق من سبقه من المحققين خلافا للحيدري.
 
2 - وضع الشيخ الداوري القاعدة في كيفية تمييز روايات التفسيرين فالمسألة لها أصولها ، ولا يحسبن القارئ انه إن اختلطت روايات التفسيرين يعني سقوط الكتاب عن الاعتبار.
 
3 - وضع الشيخ الداوري قائمة برواة تفسير القمي، وقائمة أخرى بأسماء رواة تفسير أبي الجارود وهدف هاتين القائمتين رجالي مهم؛ إذ ثبت عنده تبعا لأستاذه السيد الخوئي وثاقة رواة تفسير القمي ، فالقائمة الأولى يشملهم التوثيق دون الثانية.
 
4 - وهذا هو المهم إن إختلاط أحاديث التفسيرين لا يعني بتاتا إختراق الأحاديث الاسرائيلية لكتبنا أو اليهودية أو المجوسية أبدا ، بل غاية ما يفيده الاختلاط ان روايات القمي معتبرة دون روايات أبي الجارود ؛ وذلك لضعف الطريق إلى أبي الجارود زياد بن المنذر لا لكونه وضاعا كما سيتضح.
 
وكم فرق عظيم بين عدم الاعتبار وبين كونها اسرائيلية ؟؟!!
 
بل كم فرق عظيم بين كون الرواية ضعيفة أي غير معتبرة وبين كونها موضوعة.
 
فإثبات الضعف لا يعني الوضع فقد تكون الرواية ضعيفة لجهالة راو أو عدم ثبوت وثاقته، وهذا لا يلزم منه كونه كاذبا .
 
كما ان اثبات الوضع لا يلازم كون الرواية اسرائيلية فالرواية الاسرائيلية معناها ان الواضع من اليهود ، وخصوصا في عقيدة التجسيم وهتك الأنبياء، مما رواه كعب وغيره من عقائد اليهود في كتب أهل السنة.
 
5 - تعمد الحيدري وصف أبي الجارود بالزيدي الملعون؛ وذلك لإيهام القارئ انه من الوضاعين أو الكذابين مع انه ليس من ديدنه لعن كل راو غير إمامي، فلماذا يلعن هنا ؟؟!!!
فقط للإيهام !!!
مع انه من المعتقدات الصحيحة عندنا استحقاق كل مخالف للعن .
 
ولكن هل كان أبو الجارود من الوضاعين أو اليهود أو ممن يأخذ رواياتهم ؛ لتتهم رواياته بأنها اسرائيلية ؟؟؟
 
الجواب طبعا لا ، لم يكن من الوضاعين.
 
بل المفاجأة أن أحاديثه كانت منتشرة بين الشيعة أكثر من الزيدية ومقبولة عندهم 
فقد روى تفسيره شيخ الطائفة الطوسي بسنده إلى أبي الجارود ؛ وذلك لأن أحاديثه كانت مروية عن الامام الباقر عليه السلام لا اليهود ولا المجوس . 
ومن علمائنا من ميز بين أحاديثه المروية عنه بطريق محمد بن سنان فلا تقبل لضعف ابن سنان وما روي عنه بطريق محمد بن أبي بكر الأرجني فتقبل.
 
والخلاصة: ان أبا الجارود وإن كان مذموما ملعونا إلا ان هذا لا يعني انه وضاع أو كذاب ، بل كان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، ومقبول الرواية والحديث، وتغير بعد خروج زيد ؛ إلا ان تفسيره لم يصلنا بطريق معتبر.
 
ومن المباني الرجالية المعتمدة عند أكثر علمائنا المتأخرين قبول رواية من يخالفنا في العقيدة إن كان ثقة في حديثه.
 فأين الاسرائيليات وأين الابداع أيها الحيدري ؟؟؟؟!!! 
  
  
الكاتب : مجلة الامين
 التاريخ : 2013/08/10   
 
 
المصدر:
 
 http://www.kitabat.info/subject.php?id=34785
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

الحيدري وركوب موجة الادعياء ..  

 

كنت اعتقد بان خط الادعياء قد تهاوى وانهار بعد التشضي الذي حصل له وحالة التناحر التي طبعت على التعامل بين اقطابه وحفنة المتمرجعين الدجالين الذين شوهوا مذهب ال محمد بسلوكياتهم الهابطة واراجيفهم المفضوحة وتكالبهم على المنصب الديني .
بيد ان ما فاجئنا هو بروز نتوء لهذه الخط في حوزة قم المقدسة على يد شخصية كنا نكن لها احتراما هي شخصية كمال الحيدري ، التي ابت الا ان تنسف مجهوداتها وتتحول بين ليلة وضحاها الى شخصية متناقضة ومترنحة تحاول اعادة ارث الادعياء وتنفخ في روح خط المتمرجعين .. ففي فترات قصيرة تصدر له اقوال وتصريحات متناقضة ومسيئة للعلماء ،في السابق كان يقول بانه لن يتصدى للمرجعية ما دامت بيد امينة هي يد السيد السيستاني لكنه لم يصبر طويلا بعد الهالة التي اكتسبها من المعجبين والمتابعين لبرنامجه في قناة الكوثر فلم يتحمل التمجيد والتعظيم والتبجيل والتعاطف والتفاعل من قبل الشيعة الذين تدفعهم عاطفتهم الولائية لمؤازرة ونصرة من يجادل ويناقش الوهابية .
في هذه السطور لن اقف على اصل اجتهاد الحيدري ولا اعلميته ولن اطالبه بشهادة اهل الخبرة او اشادة العلماء به ، بل ساتناول قضية واحدة طرحها الحيدري وهي قضية نقده المتواصل للعلماء والاساطين امثال السيد الخوئي قد سره ، ويبرر الحيدري ذلك بقوله \" لا يوجد عندنا خط احمر إلا القرآن والمعصومون ولا شيء مقدس وخط أحمر غير ذلك، لا يوجد خط أحمر في أصحاب الأئمة فضلاً عن مراجع عصر الغيبة والعلماء والرواة و.... هذا تكبيل لعقل المحقق والمجتهد وتكبيل لجهده العلمي \" هذا الكلام على ظاهره قد يغري وينطلي على العديد من الناس فلا يوجد مقدس بعد لامعصوم ، لكن السوال هو هل ما صدر من الحيدري انتقاد ام انتقاص ؟ عندما يقول الحيدري في احد تسجيلاته المشهور بان السيد السيستاني اخرس هل ذلك نقد علمي او انتقاص وطعن ؟ والامر الاخر ما لداعي الى نقد السيد الخوئي خارج السياقات العلمية التي تعارفت وتسالمت عليها الحوزات في البحث العلمي المؤدب هل الفضائيات التي يتابعها العدو والصديق تصلح للنقد العلمي كما يفعل ذلك الحيدري لماذا لاتناقش اراء السيد الخوئي في حلقات الدرس ، نحن مع النقد وتعدد الاراء لكن شريطة ان يجري ذلك في اطاره السليم وليس للدعاية الرخيصة التي يبتغي الحيدري استعراض عضلاته الفارغة على البسطاء الذين لا حظ معرفي لديهم ؟ تساولات نضعها في جعبة الحيدري تكشف طبيعة التدليس والالتفاف على عقول الناس لاصطياد الاتباع لانه لايستطيع ان يثبت مرجعيته المزعومة عبر الحوزات فلجأ لى الفضائيات .!! 
 
 
الكاتب : ابو زهراء الحيدري  
التاريخ : 2013/07/28    
 
المصدر: 
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34210
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

حركة تصحيحية لمنهج السيد كمال الحيدري! (3) 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أول ما نبدأ به في هذا المقال البسيط هو شكر سماحة السيد كمال على تجاوبه معنا وعرضه للآراء الأخرى التي تبنّاها علماء الطائفة حول كتاب سليم بن قيس الهلالي رضوان الله تعالى عليه, ونأمل أن يكون هذا التفاعل هو بادرة خير من سماحة السيد وتقبّل للآراء المخالفة له.
في هذه الحلقة من برنامج (مطارحات في العقيدة) والتي عرضت تحت عنوان (من إسلام الحديث لإسلام القرآن) عرض السيد الحيدري الآراء المختلفة حول كتاب سليم بن قيس والتي انحصرت في أربعة آراء.
 
فيديو الحلقة:

 http://www.youtube.com/watch?v=FV5gH_ikJlg

 
تفريغ الحلقة:  
 
http://alhaydari.com/ar/2013/07/49471/
 
لكن المشكلة في طرح السيد حفظه الله أنّه وقعا في عدّة اشتباهات عند نقله لكلمات الأعلام وتقريبا لا يخل مورد من الموارد التي ذكرها من اشكال إمّا في فهمه أو في نقله للعبارة:
 
الموقف الأول: سمّاه السيد بالمتطرّف اليساري وهو الذي يرفض كتاب سليم رأسا وينفيه من أساسه ويعتبره موضوعا مدسوسا!
ومثّل السيد لهذا القسم بابن الغضائري رحمه الله, ناقلا عبارته في كتاب الضعفاء (والكتاب موضوع لا مرية فيه).
 
الرابط: 

 https://www.youtube.com/watch?v=G_TqM3EQoeE

 
ويرد عليه:
 
في كلّ الأبحاث السابقة طبّق السيد قاعدة ( العرش ثم النقش) وحثّ النّاس على تطبيقها, ونحن كذلك نقول له يا سيَّدنا ثبّت العرش أولا!
فعبارة ابن الغضائري لا قيمة لها عند أغلب المحققين لم قُرّر في محلّه من عدم ثبوت نسبة الكتاب لابن الغضائري.
ولو أكمل المحقق الحيدري القراءة في معجم رجال الحديث الذي نقل منه عبارة ابن الغضائري لوجد أنّ زعيم الحوزة العلمية قدس سرّه قد ذكر هذا الأمر فقال 6/228: ويرد هذا الوجه أولا أنه لم يثبت ذلك، والسند في ذلك ما ذكره ابن الغضائري، وقد تقدم غير مرة أنه لا طريق إلى إثبات صحة نسبة الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري.
فلماذا لم يشر السيد الحيدري ولو إشارة إلى توقف المحققين في قبول كتاب الضعفاء لابن الغضائري؟!
بل إنّ أمثال آغا بزرك الطهراني قدس الله روحه قال في الذريعة 4/258: كل ذلك قرائن تدلنا على أن هذا الكتاب ليس من تأليفه وانما الفه بعض المعاندين للاثني عشرية المحبين لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وأدرج فيه بعض أقوال نسبه الشيخ والنجاشي في كتابيهما إلى ابن الغضائري ليتمكن من النسبة إلى وليروج منه ما أدرجه فيه من الأكاذيب والمفتريات.
فهل يجعل السيد كمال كتاب ابن الغضائري الذي ظهر في القرن السابع والذي نسبه البعض للعامة في كتاب موجود من القرن الأول ونُقل الإجماع على الاعتماد عليه؟
من هنا نعلم أن الموقف الأول من كتاب سليم لا وجود له البتّة ولم يتبنّاه أحد من علماء الطائفة.
 
الموقف الثاني: وهو القائل بصحّة كتاب سليم بن قيس ومثّل له السيد كمال بكلام ابن أبي زينب النعماني في الغيبة والذي نقلناه سابقا وبكلام الحر العاملي والشيخ المامقاني رضوان الله عليهم جميعا.
 
الرابط: 
 

 https://www.youtube.com/watch?v=9qVVuwIVylg

 
اعتبر سماحة السيد أن هذا الموقف يضاهي قول المخالفين بصحّة البخاري ومسلم أي أنّ هؤلاء يرون بصحّة كتاب سليم من الجلدة إلى الجلدة!
 
ويرد عليه:
1.أنّ علماءنا الأعلام نصّوا على صحّة هذه الكتب في الجملة وليس بالجملة ولا أدري كيف فاتت هذه سيدنا الحيدري, فمرادهم أنّ الكتاب معتبر بمجمله, ولا يمنع هذا من وجود فقرات موضع نظر فيه كأن يكون تصحيفا في الرواية أو اشتباها من الراوي أو نقلا بالمعنى, ومن تتبّع كلمات الحرّ العاملي رحمه الله يجد أنّه قد صرّح أكثر من مرّة في كتبه باحتمال التصحيف في بعض مرويات الكتب التي صرّح بصحّتها ونصّ على بعض اشتباهات الرواة..
فالسيد خلط بين مصطلح عبارة (كتاب صحيح) عندنا وعند المخالفين!
 
2.هذا الرأي أي صحّة كتاب سليم بن قيس هو مشهور علماء الطائفة على مرّ العصور:
-المؤرخ المسعودي (توفي346هـ) نقل في كتابه التنبيه والإشراف اعتماد الشيعة على كتاب سليم بن قيس في حصر الأئمة باثني عشر إماما, قال في صفحة 198: والقطعية بالإمامة الاثنا عشرية منهم الذين أصلهم في حصر العدد ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه، الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (أنت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق) ولم يرو هذا الخبر غير سليم بن قيس.
-الشيخ الأقدم النعماني (توفي بعد380هـ) في كتاب الغيبة 103: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم ومن حملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها، لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وسمع منهما، وهومن الأصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها.
-الشيخ الصدوق (المتوفى 381), اعتمد على الكتاب في من لا يحضره الفقيه كما في باب وصية أمير المؤمنين عليه السلام لأولاده وغيرهم, وقد نصّ في أول الكتاب على التزامه بالنقل من الأصول المعتبرة, قال في 1/90: وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع.
-السيد جمال الدين بن طاووس (توفي 677هـ) في التحرير 253: تضمن الكتاب ما يشهد بشكره وصحة كتابه.
-الحسن بن سليمان الحلي (توفي بعد 802هـ), اعتمد على الكتاب في مختصر بصائر الدرجات صفحة 40 قال: ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه أبان ابن أبي عياش وقراه جميعه على سيدنا علي بن الحسين عليهما السلام بحضور جماعة أعيان من الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين عليه السلام وقال هذه أحاديثنا صحيحة.
-الفاضل التفريشي (من أعلام القرن الحادي عشر) في كتابه نقد الرجال 2/356: م أجد في جميع ما وصل إلي من نسخ هذا الكتاب إلا كما نقل هذا الفاضل، والصدق مبين في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوله إلى آخره، فكأن ما نقل ابن الغضائري محمول على الاشتباه.
-المولى محمد تقي المجلسي (توفي1070هـ) في كتابه روضة المتقين 2/92: وخبر الصحيفة وتعاقد أصحابها مذكور في كتاب سليم بن قيس الهلالي المقبول عند العامة والخاصة مع أخبار أخر، والكتاب بعبارته دليل على صحته.
-محمد باقر المجلسي (توفي1111هـ) في بحار الأنوار 1/23: وكتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار وقد طعن فيه جماعة، والحق أنه من الأصول المعتبرة، وسنتكلم فيه وفي أمثاله في المجلد الاخر من كتابنا وسنورد أسناده في الفصل الخامس.
-السيد هاشم البحراني (توفي 1107هـ) في كتابه غاية المرام 5/313: ذكر سليم بن قيس في كتابه وهو كتاب مشهور معتمد، نقل منه المصنفون في كتبهم، وهو من التابعين رأى عليا وسلمان وأبا ذر. 
-العلامة عبد الحسين الأميني (المتوفى1390) في كتابه الغدير 1/195: كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ...
...حول الكتاب كلمات درية أفردناها في رسالة، وإنما ذكرنا هذا الاجمال لتعلم أن التعويل على الكتاب مما تسالم عليه الفريقان، وهو الذي حدانا إلى النقل عنه في كتابنا هذا.
-الأغا بزرك الطهراني (توفي 1389) في كتابه الذريعة 2/153: كتاب سليم هذا من الأصول الشهيرة عند الخاصة والعامة.
-السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (توفي 1411هـ) في إحقاق الحق 1/55: كتابه معروف طبع بمرات، وهو من أقدم الكتب عند الشيعة وأصحها، بل حكم بعض العامة بصحته أيضا وممن نقل عنه واعتمد عليه شيخنا أبو عبد الله النعماني في كتاب الغيبة، وشيخنا الصدوق في الفقيه والخصال، و الكليني في الكافي.
ذكرنا اثني عشر اسما من كبار علمائنا الأعلام ولو شئت لجئت بالعشرات من الأسماء لكني رمت الإختصار.
 
3.ليعلم الأخ القارىء أنّ سماحة السيد الحيدري كان يتبنّى هذا الرأي سابقا وصرّح به كثيرا, ولا نعلم ما تغيّر الآن!
الرابط:  
 
http://www.youtube.com/watch?v=Hw9ao...ature=youtu.be
 
الموقف الثالث: هو المتمثّل باثبات أصل الكتاب لكن المشكلة في عدم وجود طريق صحيح إليه, وعليه فلا يمكن الإعتماد على ما انفرد به الكتاب – مثل تفاصيل مصيبة الزهراء عليها السلام – لأنّه لا طريق صحيح للكتاب.
ومثّل لهذا القسم بمرجع الطائفة المقدّس السيد الخوئي قدس الله روحه ونقل نصّ كلامه في المعجم.
 
الرابط: 
 
https://www.youtube.com/watch?v=9M34KwzqgGA
 
 
ويرد عليه:
1.السيد الخوئي قدس الله روحه لم يقل (لا يوجد عندنا طريق صحيح لكتاب سليم), بل إنّ العبارة التي نقلها السيد الحيدري لها تتمّة وهي كما في المعجم 9/235: والصحيح أنه لا طريق لنا إلى كتاب سليم بن قيس المروي بطريق حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عم، عنه، وذلك فإن في الطريق محمد بن علي الصيرفي أبا سمينة وهو ضعيف كذاب.
فتضعيف السيد الخوئي إنّما كان لخصوص الطرق حمّاد بن عيسى وليس لكلّ الطرق.
أمّا العبارة الثانية التي نقلها السيد الحيدري هي ما أورده السيد الخوئي في المعجم 9/237: وكيف ما كان فطريق الشيخ إلى كتاب سليم بكلا سنديه ضعيف.
من هنا نعلم أنّ السيد الخوئي لم يقل كما حاول السيد الحيدري إيهام المشاهد من أنّه لا طريق صحيح إلى كتاب سليم بن قيس, غاية ما في الأمر أنّه ناقش طرق النجاشي والطوسي نقاشا فراديا ولم يعطي حكم عاما لكل الكتاب.
خصوصا أنّ للكتاب طرقا أخرى في غير كتاب النجاشي والطوسي رضوان الله عليهما, فالنعماني ذكر طرقه للكتاب والصدوق ذكر طرقه للكتاب بل قرّب كثير من المحققين أنّ روايات ثقة الإسلام الكليني في الكافي إنّما هي نقل من كتاب سليم وعليه فالأسانيد التي ذكرها هي طرقه لكتاب سليم بن قيس, ولهذا قال وحيد عصره البهبهاني في تعليقته 191: في الكافي والخصال أسانيد متعددة صحيحة ومعتبرة والظاهر منها كون روايتهما عن سليم عن كتابه واسنادهما اليه إلى ما رواه فيه لأنه الرّاجح مضافاً إلى انّ روايتهما عنه في حديث واحد تارة عن ابن أذينة عن ابان عنه وتارة عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن ابان عنه فتدبّر والظاهر من روايتهما صحة نسخة كتابه الذي كان عنده.
من هنا نعلم أنّ النتيجة التي وصل لها السيد كمال من أنّ السيد الخوئي لا يرى اعتبار الكتاب غير صحيح.
 
2.لمن تتبّع منهج السيد الخوئي في معجم رجال الحديث وفي دورته الفقهية يعلم أنّه قدّ اعتمد على كتب لا يوجد طريق صحيح لها في كتب الفهارس والمشيخة على مبناه, إلّا أنّه أوجد لها طريقا صحيحا من خلال عمليّة التلفيق بين الأسانيد المذكورة.
وقد ذكر الشيخ محمد باقر الإيرواني حفظه الله الذي تتلمذ عند السيد الخوئي رحمه الله طريقتين لأستاذه في تبديل الأسانيد في كتابه (دروس تمهيدية في علم الرجال) ونقل تطبيقات فعلية لها في الأبحاث الفقهية للسيد.
بل نجد أحد أكابر تلاميذ السيد الخوئي والمتخصص في الأبحاث الرجالية وهو الشيخ مسلم الداوري قد طبّق هذا المبنى فعلا على كتاب سليم بن قيس وحكم بصحّة سند كما في كتابه (أصول علم الرجال).
فلا ندري كيف غابت هذه المسألة عن السيد كمال الحيدري رغم أنّه كثيرا ما يردّد ويكرّر قوله (السيد الأستاذ الخوئي).
 
 
الموقف الرابع: مثّل له سماحة السيد الحيدري برأي الشيخ المفيد الذي نقلناه سابقا وأضاف رأي المحقق التستري صاحب القاموس.
الرابط: 
 
https://www.youtube.com/watch?v=s3qT4EAzJVk
 
ويرد عليه:
1.قد سبق النقاش في ما نسب للشيخ المفيد قدس الله روحه فلا حاجة للتكرار وكما يقول السيد كمال (العرش ثم النقش).
 
2.أمّا ما نقله المحقق الحيدري عن الشيخ التستري صاحب القاموس فهو للأسف تغيير وتبديل للحقائق!
فالسيد الحيدري سامحه الله أوهم القارئ أن الشيخ التستري يتبنّى رأي المفيد وهو أنّ الكتاب أكثره تخليط ودسّ.
الكلام المنسوب للمفيد في تصحيح الاعتقادات 149: غير أنّ هذا الكتاب غير موثوق به ، ولا يجوز العمل على أكثره، وقد حصل فيه
تخليط وتدليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه، ولا يعول على جملته.
أمّا المحقق التستري فكلامه بعيد كل البعد عن هذا المعنى ولو واصل سماحة السيد القراءة لعلم ذلك ولفهم المشاهد المقصود.
قال المحقق التستري في قاموسه 5/239: ثم الحق في كتابه ان أصله كان صحيحا، وقد نقل عنه الأجلة المشايخ الثلاثة والنعماني والصفار وغيرهم، إلا أنه حدث فيه تخليط وتدليس من المعاندين, فالعدو لا يألو خبالا كما عرفت من المفيد، لا كما قال ابن الغضائري من كون الكتاب موضوعا.. (الى هنا انتهى السيد كمال)
البقية التي لم ينقلها للأسف السيد الحيدري: ... فالكتاب الموضوع إن اشتمل على شيء صحيح يكون في الأقلية كما في التفسير الذي
افتروه على العسكري عليه السلام، والكتاب بالعكس، بل لم نقف فيه على كذب محقق سوى خبر الوعظ !
فعلى رأي الشيخ التستري رحمه الله لا يوجد وضع أو دس أو كذب في الكتاب سوى خبر واحد!
شتان بين القولين..
 
من هنا نعلم أنّ سماحة السيد كمال الحيدري حفظه الله قد اشتبهت عليه كلمات العلماء ولم يحسن عرضها للمشاهد بصورة صحيحة.
 
نتمنّى من سماحته أن يتحرّى الدقّة في المستقبل 
 
 الكاتب : الشيخ احمد سلمان 
التاريخ : 2013/08/02    
 
 
  المصدر : 
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34457
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

حركة تصحيحية لمنهج السيد كمال الحيدري! (2) 

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
من جملة الأمور التي طرحها سماحة السيد كمال الحيدري في هذا الشهر المبارك وبالخصوص في أيام شهادة أمير المؤمنين وسيد الموحدين عليه السلام, هو التشكيك في كتاب سليم بن قيس الهلالي والتشنيع على من ينقل من هذا الكتاب.
كلام السيد الحيدري:
   
http://www.youtube.com/watch?v=GTc2sOl7UZ0  
 
 
الجواب: 
 
1.مقتضى الإنصاف أن ينقل السيد كل الآراء الواردة بخصوص هذا الكتاب فكما نقل تشكيك الشيخ المفيد رحمه الله الوارد في (تصحيح الاعتقادات), كان حريّا به أن ينقل على سبيل المثال كلام ابن أبي زينب النعماني رحمه الله المتقدم عن المفيد والذي نقل أنّ علماء الطائفة قد أجمعوا على العمل بما في هذا الكتاب.
قال في كتاب الغيبة 103: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أنّ كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم ومن حملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها، لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وسمع منهما، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها.
فهل سماحة السيد المحقق هو مقلّد للشيخ المفيد؟
 
2.كرّر السيد كمال أكثر من مرّة عبارة (العرش ثم النقش) ويريد منها أنّه من أراد الاعتماد على كتاب سليم فليثبت اعتباره أولا, ونفس هذه القاعدة نطبّقها على سماحة السيد ونقول له: أثبت صحّة نسبة كتاب تصحيح الاعتقادات للشيخ المفيد رحمه الله الذي شكك في ثبوته للمفيد جملة من المحققين استنادا على عدم ذكر الشيخين النجاشي والطوسي له, وعدم نقل المتقدمين عنه, وغيرها من القرائن...
فطبقا لمنهج السيد المحقق, عليه أولا أن يتحفنا ببحث رجالي يثبت فيه صحّة نسبة الكتاب إلى الشيخ المفيد رحمه الله.
 
3.لو سلّمنا بنسبة الكلام للشيخ المفيد رحمه الله, فإنّه لا يعدو كونه كلاما لأحد علماء الطائفة وهو محلّ قبول أو رفض بحسب نظر العالم أو المحقّق, فكلامه ليس قرآنا يتلى ولا حديثا يروى بل هو رأي شخصي, والحوزة قائمة على مناقشة هذه الآراء.
والعجيب ممن يدّعي أنه يقوم بحركة تصحيحية للفكر الشيعي الذي انحرف بحسب تعبيره منذ ألف عام كيف يكون مقلّدا بهذه الصورة بحيث يتشبّث بكلام مطعون في نسبته بل وحتّى في دلالته.
 
4.ان كان سماحة السيد كمال يريد طرح موضوع كتاب سليم فليكتب فيه بحثا وليطرحه لأهل التخصص ليقيّموه كما صنع ذلك علماؤنا المحققون:
-فمن الماضين بحث زعيم الحوزة العلمية بلا منازع السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله في كتابه معجم رجال الحديث 9/226 اعتبار هذا الكتاب عند تعرضه لترجمة سليم بن قيس وردّ دعوى الوضع والدسّ فيه.
-وكتب من المعاصرين آية الله الشيخ مسلم الداوري بحثا كاملا حول كتاب سليم ضمن كتابه أصول علم الرجال 485
-بل إنّ نفس الكتاب الذي نقل منه المحقق الحيدري وهو كتاب سليم بن قيس بتحقيق الشيخ محمد باقر الزنجاني اشتمل على بحث طويل قام به المحقق, بل ذكر في مقدّمة تحقيقه 1/16 أنّ هذا البحث اخذ من عمره المبارك 12 سنة!
وسماحة المحقق الحيدري يريد أن ينسف هذا الجهد في ساعة على قناة فضائية!
لماذا لا يتكرّم علينا السيد كمال ببحث حول كتاب سليم لنقارنه مع البحوث والدراسات الموجودة أم أنّ القضية هي مجرّد عملية هدم لما شيّده الغير؟
 
5.الغريب هو ادعاء سماحة السيد أن تفاصيل مصيبة الزهراء مما انفرد بروايتها سليم بن قيس رضوان الله عليه, طبعا لا ندري إلى ما يرمي السيد وماذا يريد من هذا الكلام, ولا نريد الدخول في النيّات, وسنكتفي بردّ هذه الدعوى:
لا أريد أن أقول (أتحدى) لأن الكلمة تكون مع الخصوم والأعداء ولا أرى في السيد خصما لي, لكني أطلب من السيد أن يأتينا بتفصيل واحد من تفاصيل الهجوم على دار الزهراء عليها السلام انفرد بروايته سليم بن قيس وسنكشف له أنّ كل التفاصيل المذكورة في هذا الكتاب مبثوثة في كتبنا المعتبرة التي عليها المعتمد.
 
6.بحسب تتبعي القاصر اكتشفت أمرا ربّما يخفى على كثير من النّاس وهو أنّ كل من أراد أن يضرب في المذهب يبدأ بالتشكيك في كتاب سليم بن قيس, وعلى سبيل المثال:
-عبد الرسول لاري المعروف باسم (أحمد الكاتب): عندما أراد ضرب العقيدة المهدوية عند الشيعة وبالخصوص النصوص الدالّة على ولادة صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه بدأ بالطعن في كتاب سليم ونقل كلام المفيد كما في كتابه (الإمام المهدي حقيقة تاريخية أو فرضية فلسفية) حيث ذكر أنّ أول كتاب ذكر انحصار الأئمة في اثني عشر إماما هو كتاب سليم, ثم شرع في تضعيفه تحت عنوان (المفيد يضعف كتاب سليم) في الصفحة 131 من الكتاب المذكور.
-أحمد القبنجي الذي بقيت له خطوة واحدة عن الإلحاد: عندما أراد الطعن في روايات المثالب الواردة في ذمّ أعداء آل محمد عليهم السلام بدأ في الطعن في كتاب سليم بن قيس كما في كتابه (تهذيب أحاديث الشيعة) في حاشية صفحة 362.
-حسين الموسوي (الوهمي): تعرّض في كتابه المسمى (لله ثم للتاريخ) حيث تعرّض لكتاب سليم بن قيس حين طرحه لموضوع تحريف القرآن صفحة 57 وزعم أنّ الكتاب قد غُيّر وبُدّل.
ولولا خشيتنا الاطالة واصابة القارىء بالملالة لذكرنا آخرين من الذين عرفوا بانحرافهم عن المذهب الحقّ.
 
أسأل الله أن يبعد سماحة السيد كمال عن النقل العشوائي اللامسؤول وأن يوفقه للبحث والتحقيق العلمي.  
 
 
الكاتب : الشيخ احمد سلمان 
التاريخ : 2013/07/31    
  
 
 المصدر :  
 
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34389
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

حركة تصحيحية لمنهج السيد كمال الحيدري 

  

 

 بسم الله الرحمن الرحيم 

أطل علينا سماحة السيد كمال الحيدري في شهر رمضان في برنامجه المعروف (مطارحات في العقيدة) وطرح عدّة نظريات اعتبرها سماحته بمثابة حركة تصحيحية في المذهب الغرض منه تنقية التراث الروائي.
طبعا شُغفنا بهذا العنوان وسُحرنا بهذا البيان فتابعنا البرنامج رغبة في الفائدة وطمعا
إلا أنني فوجئت بأن سماحة السيد قد كال الإتهامات لعلماء الطائفة الواحد تلو الآخر, فبدأ بمراجع النجف وطلبتهم ووصل مؤخرا إلى الشيخ الطوسي ولايزال مستمرا!
الخطير في هذا أنه صرّح في أكثر من مورد أنّ موروثنا الديني فيه الكثير الكثير من الإسرائيليات الدخيلة من كتب العامّة لا سيما في كتب التفسير!
وقد مثّل لهذا الأمر برواية (نقلها الشيخ الطوسي رحمه الله عن تفسير الطبري ثم توهّم من بعده أنّها عن الإمام الباقر عليه السلام لتشابه الكنى, وجاء بتفسير مجمع البيان من باب المثال)
كلام السيد كمال الحيدري: 
 
 http://m.youtube.com/watch?v=tACzfZPm7Cc
 
الجواب:
 
 
1.رواية الشيخ الطوسي رحمه الله ليست هي رواية الطبري فشيخ الطائفة روى الحديث عن أسامة بن زيد عن أبيه (زيد بن الحارثة) أمّا الطبري فأخرج أكثر من رواية واحدة عن عبد الله بن عباس وأخرى عن عكرمة وأخرى عن عبد الرحمن بن زيد وأخرى عن مقاتل ولا توجد أي رواية في كتابه عن أسامة بن زيد أو عن أبيه زيد بن الحارثة.
وكفى بهذا دليلا على اختلاف الرواية واسقاط الإشكال من أساسه
 
2.هذه الرواية التي اعتمدها الشيخ الطوسي رحمه الله من أسباب نزول الآية 107 من سورة المائدة موجودة في مصادرنا المعتبرة:
-نقلها الشيخ علي بن ابراهيم القمي في تفسيره 1/189: فإنها نزلت في ابن بندي ابن أبي مارية النصرانيين، وكان رجل يقال له تميم الدارمي مسلم خرج معهما في سفر، وكان مع تميم خرج ومتاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها، فلما مروا بالمدينة اعتل تميم فلما حضره الموت...
-نقلها ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني باختلاف يسير في الكافي 7/5: خرج تميم الداري وابن بيدي وابن أبي مارية في سفر وكان تميم الداري مسلما وابن بيدي وابن أبي مارية نصرانيين وكان مع تميم الداري خرج له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع فاعتل تميم الداري علة شديدة فلما حضره الموت...
-ونقلها ابن أبي زينب النعماني في رسالته التفسيرية التي نقلها العلامة المجلسي في البحار 90/75: ومثله حديث تميم الداري مع ابن مندي وابن أبي مارية وما كان من خبرهم في السفر، وكانا رجلين نصرانيين وتميم الداري رجل من رؤوس المسلمين خرجوا في سفر لهم، وكان مع تميم الداري خرج له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب، وقلادة من ذهب أخرج معه ليبيعه في بعض أسواق العرب، فلما فصلوا عن المدينة اعتل تميم علة شديدة فلما حضرته الوفاة...
فهل يلتزم سماحة السيد أنّ كل هؤلاء ينقلون من تفسير الطبري وينسبونه للأئمة عليهم السلام؟؟
 
3.من المعلوم أنّ كثيرا من الأصول كانت موجودة في عصر شيخ الطائفة الطوسي وفي عصر أمين الإسلام الطبرسي بل لكنّها فقدت ولم تصل لأيدينا ومن باب الشاهد نذكر كلام المحقق الحلّي رحمه الله في المعتبر1/33: لما كان فقهائنا رضوان الله عليهم في الكثرة إلى حد يتعسر ضبط عددهم ويتعذر حصر أقوالهم لاتساعها وانتشارها، وكثرة ما صنفوه، وكانت مع ذلك منحصرة في أقوال جماعة من فضلاء المتأخرين اجتزأت بإيراد كلام من اشتهر فضله، وعرف تقدمه في نقل الأخبار وصحة الاختيار وجودة الاعتبار، واقتصرت من كتب هؤلاء الأفاضل على ما بأن فيه اجتهادهم، وعرف به اهتمامهم، وعليه اعتمادهم، فممن اخترت نقله الحسن بن محبوب، ومحمد بن أبي نصر البزنطي، والحسين بن سعيد، والفضل بن شاذان، ويونس بن عبد الرحمن...
من هنا نعلم أنّ هذه الأصول كانت موجودة ومشهورة إلى حدود القرن السابع ثمّ فقدت من بعد ذلك.
فلماذا لم يحسن سماحة السيد الظنّ بالشيخ الطوسي والطبرسي ويحتمل أنّ الرواية أخذت من الأصول القديمة التي لم تصل لنا؟
خصوصا مع وجودها في مصادر أخرى معتبرة؟!!
 
4.النقطة الأهم هي: ما علاقة هذه الرواية بالإسرائيليات؟ غاية ما في الرواية هي أنه يجوز أن يشهد غير المسلم على الوصية وهذا الأمر موافق للقرآن الكريم..
فعلى مبنى السيد الحيدري, الرواية معتبرة ولا ينظر في إسنادها ولا في مصدرها لأنها موافقة لكتاب الله.
والعجيب أن السيد ذكر بعض الذين يروجون الاسرائيليات في كتب العامة كعبد الله بن سلام ووهب بن منبه وكعب الأحبار وغيرهم, وكل هؤلاء ليسوا من رواة هذه الرواية ولا علاقة لهم بها!
فالدليل الذي ساقه هو أجنبي عن مدّعاه..
 
5.لو سلّمنا جدلا بوجود روايات (اسرائيلية) في كتبنا, فإنّ هذا لا يستدعي جعل علماء الشيعة والمخالفين في خندق واحد, لأنّ الإشكال الأساسي على المخالفين هو أنّهم صحّحوا الاسرائيليات واعتمدوها وجعلوها دينا لهم؛ أمّا علماؤنا الأعلام فإنّهم وقفوا سدّا منيعا أمام هذه الروايات ولهذا نجد أنّ حوزاتنا العلمية تهتم بعلم الرجال والدّراية والحديث.
أنا أعتب على سماحة السيد الحيدري تسرّعه بالحكم على علمائنا الأعلام الذين بذلوا الغالي والنفيس لحفظ تراثنا من الضياع بأنهم ينقلون الإسرائيليات.
 
علما أنّي اتصلت بسماحة السيد لأوضح له الاشتباه الذي وقع فيه إلّا أني فوجئت بعدم احاطته بالموضوع والعجيب أنه نسب الرواية لأبي هريرة وذكر أنّ مصدرها صحيح البخاري!
والحال أنّه لا وجود لهذه الرواية في هذا الكتاب ولم يروها هذا الرجل البتّة, وهذا ما أكد لي أنّ سماحة المحقق السيد كمال هو مجرّد ناقل لا أكثر, ومن باب قطع الشك باليقين بحثت عن الذين تعرضوا لهذه النقطة فصدمت:
وجدت أنّ السيد المحقق الحيدري نقل حرفيا ما ذكره المدعو (أحمد القبنجي) الذي ينكر الجنة والنار والقرآن والنبوة والإمامة ولم يبق له شيء للإلحاد؟
وقد نقل السيد كمال حرفيا ما ذكره هذا الرجل في كتابه (تهذيب أحاديث الشيعة) المطبوع سنة 2009 والذي جعل فصلا كاملا ص275 أسماه: أحاديث موهومة في تفسير مجمع البيان؛ وجعل أول بابا فيه باسم (أبو جعفر في تفسير مجمع البيان).
وفي صفحة 278: ساق المورد الأول فقال: ورد في تفسير الطبري في شأن نزول الآيتين 106/107 من سورة المائدة بعدة الطرق مع بعض الاختلاف في العبارة ما خلاصته, أنّ ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تجارا إلى الشام...
إلى أن يقول: عندها أورد الشيخ الطوسي في التبيان المجلد الرابع بعضا مما ذكره الطبري...
إلى أن يقول: فيما أنّ الطبرسي قد تصوّر أنّ المقصود من أبي جعفر الوارد في كلام الشيخ الطوسي هو الإمام محمد الباقر عليه السلام فنراه أورد في كلامه...
فمن هنا نعلم أنّ السيد كمال هو مجرّد ناقل لكلام المدعو أحمد القبنجي وليس الأمر بحثا علميا أو تحقيقيا كما صرّح أكثر من مرّة.
نأمل من السيد كمال أن يقوم بحركة تصحيحية في منهجه باجتناب النقل العشوائي عن كلّ من هبّ ودبّ ليكون عمله تحقيقا بأتمّ
معنى الكلمة. 
 
الكاتب : الشيخ احمد سلمان  

التاريخ : 2013/07/29    

 
 
المصدر:  
 
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=34271
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

استفهامات على كتاب معالم التجديد الفقهي لسيد كمال الحيدري  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 تمهيد

اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم انك حميد مجيد.

. لا يَخفى إن سماحة آية الله الحيدري من الرجالات الحوزوية الفذّة و ومن الشخصيات التي نالت أعجاباً في الأوساط الدينية والفكرية ولعل الكلام في شخصيته وجهاده وآثاره قد لا يسع لإنسان مثلي أن يعطي احاطة كاملة في هذا الأمر ..ولكن ..إن العلماء من مذهب أهل البيت (  عليهم السلام   )  مع ما يحملونه من علو شأن وفضل كبير إلا إنهم لا يصلون إلى درجة العصمة بحيث إن من يطلع على كلامهم يسلم بلا قيد أو شرط بصحته .

فتبقى أفكارهم وأطروحاتهم في إطار البحث العلمي والحجة والدليل فما كان منها قوي الحجة مضى وأعطى ثماره وما كان منها ضعيف الحجة هوى وأخمدت ناره. 

 ففي كتاب (معالم التجديد الفقهي( والذي هو تقريراتٌ لأبحاث آية الله كمال الحيدري(دام ظله) وجدتُ بعض الكلام الذي يحتاج الى توضيح ولابد من الاجابة عليه.  

لانه لايمكن ان يكون كما ورد على تباينه نفياً واثباتاً حسب فهميَ وبالرغم مما سأذكره إلا انه يبقى على مستوى الاستفهام .

علما اني ارسلت عدة رسائل على موقع السيد الحيدري في تواريخ متفاوته وقد مر على الاولى منها مايقارب السنة ولم ياتي لحد الان اي جواب عليها ولا حتى توضيح صغير للموضوع.

المقدمة

ان من النظريات الفقهية في المدرسة الامامية نظريتان مشهورتان هما نظرية الولاية الحسبية ونظرية الولاية العامة أو ولاية الفقيه وان لكل واحدة منهما حدودها ووظائفها التي تعطيها للفقيه الذي يؤمن بها .

  ولعل السبب الذي جعل المدرسة الامامية تتعدد فيها النظريات والافكار هو نفس السبب الذي فتح للفقهاء من هذه المدرسة باب الاجتهاد فكما ان الفقيه بعد ان يحصل على رتبة الاجتهاد يكون مؤهلا لأن يستنبط الاحكام الشرعية من المدارك المقررة التي هي (الكتاب والسنة والاجماع والعقل) ويفتي بها.

  كذلك له ان يختار حسبما يفهمه من هذه المدارك هذه الولاية او تلك . والسؤال هو ما الفرق بين هاتين الولايتين ؟

سبق الكلام على ان لكل ولاية وظائف وحدود على ان وظائف الفقيه هي:

1.للفقيه حق الأفتاء وتبليغ الناس الاحكام الشرعية.

2.للفقيه حق الحكم والقضاء بين الناس .

3.للفقيه حق الولاية على الناس بأموالهم وأنفسهم.

طبعا تكون  هذه الوظائف للفقيه المجتهد الجامع للشرائط والفرق بين النظريتين في الشرط الثالث الذي هو الولاية على اموال الناس وانفسهم فأن أصحاب نظرية الولاية العامة يقولون بان هذه الوظيفة مطلقة وان ولايته ولاية المعصوم الا ماخرج بدليل.

 أما أصحاب النظرية الثانية والتي هي نظرية الولاية الحسبية يقولون بأنها مقيدة وليس للفقيه ما للمعصوم.

وعلى قول اصحاب نظرية الولاية العامة ان الفقيه المتصدي لولاية المسلمين له الحق بأن يبيع دار زيد أو يزوج بنت عمر مطلقا .

أما على قول الولاية الحسبية وعلى المثال الاول لايجوز ذلك الا بعنوان ثانوي مثل موت زيد وعدم وجود من يرثه أوكانت الورثة من القاصرين ولم يوصي لبالغ. كذلك في المثال الثاني لإن عمر هو ولي ابنته فأن مات فجدها لابيها فأن مات فللفقيه الولايه وكذا اذلم يزوجها للكفء ..الخ.(1)

هامش:

(1)مصباح الفقاهة للسيد الخوئي (قدس سره) ج3 ص288

-----------

وفي كتاب (معالم التجديد الفقهي) لآية الله السيد كمال الحيدري) :

(وتحت عنوان (مؤاخذات على نظرية الحسبة  .

ما نصه ..

((ما يمكن أن نسجله في هذا الميدان على هذه النظرية(1) أنها تدور فقط في الموارد التي أجاز الشارع التحرك فيها فمثلا إذا كان هناك شيء ملكا لإنسان معين (كالكتاب) فهل يجوز أن أرغم هذا الشخص على بيعه؟

في نظرية الحسبة لا يجوز قطعا إلا بعنوان آخر وهو العنوان الثانوي, ولا يجوز للفقيه المتصدي على أساس الحسبة أن يرغم الإنسان إلا بالعنوان الثانوي.

أما وفقا لنظرية ولاية الفقيه فانه حتى لو كان هذا الأمر في نفسه غير جائز, إلا إن الفقيه المتصدي لأمر المسلمين يجوز له أن يرغم الإنسان على البيع(( 

أقول .. ومما يفهم هنا من كلام السيد  وهو في حال بيان الفرق بين الولايتين في المثال المطروح إن الفقيه المتصدي على أساس نظرية ولاية الفقيه لا يهتم في إصدار أمره إلى العناوين الأولية فضلا عن العناوين الثانوية والأمر نافذ منه وإن كان مخالف في نفسه للعناوين الأولية و الثانوية.

وكيف ذلك؟؟

إن الفقيه صاحب نظرية الولاية العامة في أمره لا يحتاج إلى العناوين الأولية وذلك بقول السيد الحيدري))  وفقا لنظرية ولاية الفقيه فانه حتى لو كان هذا الأمر في نفسه غير جائز إلا إن الفقيه المتصدي لأمر المسلمين يجوز له أن

--------------------------

(1)أي نظرية الولاية الحسبية.

 يرغم الإنسان على البيع(( ولا الثانوية لأنه اثبت عمل اصحاب نظرية  الحسبة بالعنوان الثانوي بقوله..

((ولا يجوز للفقيه المتصدي على أساس الحسبة أن يرغم الإنسان إلا بالعنوان الثانوي)) فلا فرق بين الولايتين اذا كان اصحاب نظرية ولاية الفقيه يعملون بالعنوان الثانوي ايضا !!.

وهنا نسأل من أين يستمد صاحب ولاية الفقيه مشروعية هذا الأمر اذا كان لايعتمد لا على العناوين الاولية ولا الثانوية ؟؟.))

نفي عمل أصحاب نظرية الحسبة بالعنوان الثانوي واعتمادهم على العناوين الأولية فقط((!!!

وثم يذكرالسيد بعد الكلام السابق مباشرتا..

وفي باب الأحتكار فأنّ المتفق عليه بين الفقهاء أنّ الناس مسلّطون على أموالهم, وأنه يحق لصاحب السلعة أن لايبيع سلعته من الأصل ,وأذا أراد أن يبيع فيحق له أن يبيع كما يشاء , وبالسعر الذي يحلو له, ولوكان فيه ضرر على المجتمع.

 ثم يقول ..هذا ما نجده في تصريحات أصحاب نظرية الأمور الحسبية , فالفقيه الشيخ جواد التبريزي يقول في كتابه ارشاد الطالب:

((ولا يخفى إن كل تصرف لا يخرج عن حدود التحفظ على حوزة الإسلام والمسلمين نافذ من المتصدي لأمور المسلمين فيما إذا كان مقتضى الأدلة الأولية جواز ذلك الأمر)).

ثم يعلق السيد الحيدري فيقول ..

((وبناء على كلامه ففي مسألة الاحتكار: مقتضى الأدلة الأولية انه لا يجوز إرغام هذا الإنسان على البيع رغم أنفه فالفقيه الذي يتحرك على أساس نظرية الحسبة أو الأمور الحسبية إنما يستطيع أن يتحرك ضمن دائرة الأحكام المجازة بالعناوين الأولية أما غير الجائزة بالعناوين الأولية فلا يستطيع أن يتحرك الفقيه والمتصدي للتدخل فيها استنادا إلى الفقه التقليدي)).

أقول

 ..و إن كان كلام الشيخ التبريزي يفهم منه ما ذهب إليه السيد الحيدري هنا.. ولكن في مثال الاحتكار السابق نجد إن السيد قد نفى استعمال العنوان الثانوي في هذا النص لمن يعتقد بالولاية الحسبية مطلقا ولم يقتصر في كلامه على رأي الشيخ التبريزي, وعلى الكلام هنا ترد.. إستفهامات ثلاث.؟ 

الأول ..

ما ذكره السيد الحيدري نفسه في المثال الأول تحت العنوان  (مؤاخذات على نظرية الحسبة..وهو.. ما يمكن أن نسجله في هذا الميدان على هذه النظرية أنها تدور فقط في الموارد التي أجاز الشارع التحرك فيها فمثلا إذا كان هناك شيء ملكا لإنسان معين )كالكتاب( فهل يجوز أن أرغم هذا الشخص على بيعه؟

 .. في نظرية الحسبة لا يجوز قطعا إلا بعنوان آخر وهو العنوان الثانوي, ولا يجوز للفقيه المتصدي على أساس الحسبة أن يرغم الإنسان إلا بالعنوان الثانوي. .. حيث أكد السيد الحيدري فيه استعمال أصحاب نظرية الحسبة للعنوان الثانوي فما الذي غير الاثبات بالنفي في هذا المقام ام ان النفي كان خاصا برأي الشيخ التبريزي  )قدس سره( . ؟؟

الثاني ..

هل إن السيد الحيدري لم يلاحظ كلام الشيخ التبريزي والذي أورده من كتابه وتحت عنوان ..

((دائرة وحدود الأمور الحسبية ))

 في حكم من يتصدى لأمور المسلمين وهو ليس بأهل لها ما نصه ..

 ((ولا ريب في إن الظالم المز بور إذا كان بصدد هدم الحوزة الإسلامية وإذلال المؤمنين وترويج الكفر وتسليط الكفّار على المسلمين وبلادهم , يكون على المسلمين اخذ القدرة من يده وإيكالها إلى الصالح فأنه أهم ولو مع توقّفه على بعض المحرمات بعنوانه الأولي)) .

هنا نجد إن الشيخ التبريزي بصريح القول عمل بالعنوان الثانوي.؟؟؟ بقوله 

(( مع توقّفه على بعض المحرمات بعنوانه الأولي)) !!

أم انه لا يرى من كلام الشيخ ذلك ؟؟

الثالث ..

أقوال  أصحاب نظرية الحسبة والتي تؤكد عملهم بالعنوان الثانوي .. والذي يمكن أن يكون رداً على مثال الاحتكار الذي أورده السيد الحيدري .. 

قول السيد الخوئي )قدس سره( في  الاحتكار  في كتابه مصباح الفقاهة       

 يقول..

((ثم انه بعد الفراغ عن حرمة الاحتكار يقع الكلام في جهات الأولى: في موارد الحكرة في أنها في أي شئ تتحقق و الذي يستفاد من المطلقات المتقدمة أن موضوع الاحتكار هو الطعام فكل ما يصدق عليه الطعام عرفا بحيث كان في عرف البلد قوام الناس وحياتهم نوعا بهذا الطعام فمنعه عن الناس احتكار وهذا يختلف باختلاف البلدان والعادات فمثل قشر اللوز طعام في بعض البلدان، ومن الحطب في بعضها الآخر ومثل الشعير ليس بطعام في بلاد الهند حتى قيل لا يوجد فيها شعير إلا بمقدار الدواء ونحوه، ولكنه طعام في بلاد العراق والايران والأرز طعام في نوع البلاد خصوصا الرشت ومازندران وهكذا الزبيب والتمر وليس بطعام في بعضها الآخر، بل مثل الزبيب في العراق والتمر في بعض نقاط الايران يعد من الفواكه وعلى الإجمال أن هذا شئ يختلف بحسب اختلاف الأمكنة والأزمنة والعادات فكلما يصدق عليه الطعام فاحتكاره مع عدم وجود في السوق حرام وإلا فلا وجه للحرمة كما إذا احتكر احد الزبيب في النجف أو التمر في بعض نقاط الايران فلا يقال أنه فعل حراما، نعم قد يكون حراما لأجل طرو عنوان آخر عليه كما إذا احتاج أحد إلى ما احتكره أخر للدواء ونحوه بحيث إذا لم يبعه منه لمات فانه يحرم الاحتكار والمنع عن البيع والإعطاء هنا ولكن لا لحرمة الاحتكار بنفسه، بل لأجل طرو عنوان محرم عليه بمقتضى العنوان الثانوي.(1)))

فهل يمكن ان يكون هذا دليلا على عمل اصحاب نظرية الحسبة بالعنوان الثانوي في مثل هذه الموارد ام ان سماحة السيد الحيدري له رأي آخر؟؟

الحكم الأولي والحكم الثانوي

  اورد سماحة السيد الحيدري في كتابه تحت هذا العنوان جملة من الامثلة لتبيين الفرق بين الحكم الاولي والثانوي وللضرورة نذكر بعضها.

  الحكم الاولي هو ذلك الحكم الذي وضع للموضوع بغض النظر عن الشرائط الطارئة التي تطرأ عليه, من قبيل ان الماء حكمه جواز الشرب,ولكن اذا توقف على شربه حياة انسان, فالحكم الثانوي سيكون وجوب شرب ذلك الماء.

  اذن عندما دخلت بعض الشرائط الاستثنائية غيرت الحكم الاولي فجعلت المباح واجباً وقد تجعله محرماً. 

الصلاة حكمها الاولي الطهارة المائية فان تعذر على المكلف استخدام الماء لفقده او لضرره فيتحول حكمها الى الطهارة الترابية.

أكل لحم الخنزير او الميتة حرام ولكن لو توقفت عليه حياة انسان بان لايجد سواه او يهلك يصبح واجب.

وما اكثر الاحكام التي تتغير احكامها لطرو عناوين خاصة عليها. 

_______________________________

(1) مصباح الفقاهة   ج 5 ص 498 

    .. وبعد الذي تقدم  نجد  إن ما ذكره  السيد الحيدري  تحت العنوان   الحكم الأولي والحكم الثانوي من أمثلة في كتابه لا عبرة بها بعد ثبوت إن أصحاب نظرية الحسبة يعملون أكيدا بالعناوين أو الأحكام الثانوية وقد يستفاد منها توضيح الفرق بين هذه العناوين فقط.

فهل تبقى نظرية الحسبة مؤهلة لقيادة المجتمع بعد سقوط الاستدلال بعدم قدرتها على التحرك لأنها تعمل بالعناوين الأولية فقط.؟؟

ونرى ان هذه وجهة نظر السيد الحيدري فقط من ان نظرية الحسبة غير مؤهلة لقيادة المجتمع ووجهة نظره لا تمثل كل من يعتقد بولاية الفقيه اذ ان هناك كلمات لفقهاء تتبنى نظرية ولاية الفقيه ولاتعطي المعنى الذي اعطاه السيد الحيدري بحقهم..

ومنهم اية الله العظمى السيد كاظم الحائري في كتابه الفتاوى المنتخبة..

 المسألة: 105  إنّ من يعمل كمجاهد ـ سواء في العراق أم في إيران ـ وهو يقلّد من لا يؤمن بالولاية المطلقة بل بالولاية الحسبيّة هل يعتبر مخالفاً لفتوى المجتهد الذي يقلّده؟

 الجواب: الولاية الحسبيّة أيضاً تكفي لإدارة الاُمور، والفرق العملي الدقيق ليس محلاًّ للابتلاء عادة.

الحكومة الإسلامية ونظرية الحسبة

يذكر السيد الحيدري تحت هذا العنوان ..

 

((يلاحظ الباحث إن نظرية الأمور الحسبية تبتني على أساس القول بعدم تصدّي الإسلام للحكم, لأنه إذا كان الحاكم متصديا انطلاقا من نظرية الإسلام فينبغي أن يقوم الحاكم نفسه أو جهاز الدولة الحكومي بتنظيم المجتمع وحفظ أمنه وثغوره , والحال إن أصحاب النظرية الحسبية لا يرون إن هذه الأمور هي من وظيفة الحاكم الوالي الجامع للشرائط ولا يدخلونها في هذه الدائرة وهذا المعنى من الحكومة وهو إن الحاكم والولي هو المسؤول عن تنفيذ هذه الأمور ,ولا يقولون بذلك(( .

أقول.. من وجهة نظري القاصرة إن أقسى ما أستعمل في نقد نظرية الحسبة كلمات السيد السابقة ((إن نظرية الأمور الحسبية تبتني على أساس القول بعدم تصدّي الإسلام للحكم!!! .

ولكن نرى ما أورده آية الله السيد الحيدري بنفسه معلقاً على كتاب آية الله الشيخ التبريزي وتحت العنوان ..           

دائرة وحدود الأمور الحسبية ..قوله..

بعض الفقهاء القائلين بنظرية الحسبة والمنكرين لولاية الفقيه يقولون أنّ في المقام نقطتين ينبغي الحديث فيهما:

النقطة الأولى :إذا تصدى لأمور المسلمين من ليس أهلا لذلك –كما في اغلب بلاد المسلمين في عصرنا الحاضر – فهنا تجب محاربته , ويجب أن يستلم الحكم من يكون أهلا للحكم وهو الفقيه الجامع للشرائط, ولكن من باب الحسبة والأمور الحسبية , لا من باب إن الشارع أوكل إليه هذه الوظيفة.

النقطة الثانية :اذا تصدّى لأمور المسلمين  من يكون صالحاً للتصدّي لتنظيم امورهم ورعاية مصالحهم, فهنا لاينبغي الريب في تهيئة الأمن للمؤمنين, بحيث تكون بلادهم في أمن من كيد الأشرار والكفّار, وهذه من أهم مصالح المسلمين , ومن المعلوم وجوب المحافظة عليها ,وأن ذلك مطلوب للشارع.

واذا كانت اقوال أصحاب نظرية الحسبة هي :

•                      إذا تصدى لأمور المسلمين من ليس أهلا لذلك –كما في اغلب بلاد المسلمين في عصرنا الحاضر – فهنا تجب محاربته. 

•                      ويجب أن يستلم الحكم من يكون أهلا للحكم وهو الفقيه الجامع للشرائط.

•                      تهيئة الأمن للمؤمنين, بحيث تكون بلادهم في أمن من كيد الأشرار والكفّار.

•                      وهذه من أهم مصالح المسلمين , ومن المعلوم وجوب المحافظة عليها ,وأن ذلك مطلوب للشارع.

فهل يفهم مما سبق ان هذه النظرية  تبتني على أساس القول بعدم تصدّي الإسلام للحكم.!!؟؟

والتفصيل في العنوان دائرة وحدود الأمور الحسبية وكلام الشيخ التبريزي وفيه تفصيل لما ذكره السيد الحيدري من تعليق على هذا الكلام في كتابه .

والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطاهرين . 

 

الكاتب : ياسر الحسيني الياسري

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

فلتحذروا المنحرفين  

 

يالسخرية الزمان وشماتة الاعداء فينا! فمؤخراً برز المدعو كمال الحيدري ومن سار على نهجه يرومون غربلة العقائد وتراث الشيعة ومحاربة بعضها بسيف غيرهم.. حتى انكروا أعظم المُسلَّمات فيها، كأنهم جاءوا ليقولوا لقد كنتم على مدى اكثر من 1400 سنة في الاوهام تتخبطون!!
فما اجرأهُم على عليٍ والصفوة مِنْ ابنائه (ع) ! فأين كان المعصوم عن فعلهم وقولهم هذا؟؟!!
فمظلومية الزهراء وتفاصيلها مرّت على 12 معصوم وكلهم اثبتوها بطريقة او باخرى، فضلاً عن النصوص التي وصلتنا من الرسول (ص) ومن الزهراء (ع) والتي تؤيد ان المصيبة اكبر مما تتصورها عقولنا!!
وما اقبح الاساليب التي يتبعونها اولئك الذين غرّتهم الدنيا واصطادتهم بسهام فتنتها، فما اكتفوا مِنْ الطعن في عظماء الطائفة وفرسان المذهب، حتى تجرأوا في الطعن فيمن يدعون أنهم أئمتهم!!
إذ كان المعصوم اولى وأجدرُ مِنهم بتبيانِ ذلك الوهم الذي زعموهُ فينا!! حتى فتحوا للباطل جبهة، واضافوها لمن كانوا هم لهم حرباً! فاصطفوا بصفهم! واتخذوا ذات لسانهم! وكالوا بمكيالهم!
فوا اسفاه على مافرطوا في جنبِ الله وحجابه الاعظم 
 
الكاتب : اسعد الحلفي 
 
 
 
منقول من الموقع 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=47174
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

السيد كمال الحيدري : الله ديمقراطي والنبي سليمان (ع) لايفهم ( 2 )  

 

 

على اساس المرونة العقلية والنفسية وشعورنا بالائتلاف حتى مع من نخالفهم الرأي من اجل أستحصال الثمرة الصحيحة من خلال التعاطي المستمر مع الاختلافات والرؤى الأخرى ، في محاولة منّا إحداث تغيير في الأجادة بالتنقيب والتنقل بين الافكار المتعددة والاراء المتباينة . ورغم ان المرونة العقلية والنفسية والشعور المحايد هي لياقة مكتسبه دائما ما تكون نتاجا حتميا لجهود ذهنية فكرية مبذولة في هذا الاطار تماما ، كما هو حالنا عندما نصبو الى لياقة جسدية عالية أخرى فاننا لن نحصل عليها دون تدريب وممارسة مستمرة لنشاطاتها الرياضية المختلفة ، فكلما مارسنا هذه النشاطات بشكلها الصحيح حصلنا على لياقة جسدية عالية في حين ان ممارستها بطريقة خاطئة قد يؤدي الى نتائج عكسية وهذا ما يحدث تماما مع لياقتنا العقلية التي علينا ان نكتسبها بشكل صحيح ونمارسها بطريقة سوية لتؤتي ثمارها . وعليه فان هذه المرونة والأنفتاح على الآخر هي مكسب حقيقي ندرك به التجديد والاصالة ونمارس به الحركة ونشعر معه بالتلاؤم والانسجام .
أن المرونة الفكرية أشبه بالمَلكَه التي يرثها الشخص من أبويه أي ان هنالك أناس وهبهم الله سبحانه حسن الدراية وتقليب الأمور وطول النفس فإذا أجتمعت الملكة مع العلم الرصين أنتجت شخصية متزنة تنظر للماضي والحاضر والمستقبل بعين المتبصر مع فهم مقتضى الحال أي أن يُعامل كل فرد ومجتمع بحسب دينه وبيئته وثقافته وفكره وعقله أيضاّ . فالتفكير المرن الصحيح هو قدرة العقل أو الشخص المفكرعلى طرح الأفكار المختلفة بالوقت المناسب لكافة القضايا المعروضة عليه او المطروحة امامه والتعامل معها بِيُسر و انفتاح ومع الأمور المستجدة و المتغيرة و كذلك النظر إلى الوقائع والحوادث من زوايا متعددة و بالتالي إيجاد الحلول الإبداعية للمسائل التقليدية و المستجدة ، وذلك مع الحفاظ على الرؤية المحددة وجوهرها .. و تزداد الحاجة إلى طريقة التفكير هذه في عصرنا الحالي الذي يعج بثورة المعلومات و الاتصال والمتغيرات الهائلة .. ومن باب الحرص نرى لزاما علينا التمتع بهذا التفكير المرن الذي يمكننا من رؤية الأمور بمنظار الغير و التعامل معها بالشكل الأمثل و لكن دون أن ننفصل عن رؤيتنا ومبادئنا الثابتة .. وأن نُمارس هذا النوع من التفكير في جميع القضايا السباسية و الأجتماعية والفقهية والفكرية و هي ميزة حرّة ممنوحة لكل الأفراد والجماعات , فالفرد الذي يمتلك هذا النمط من المرونة والتفكير السليم يحقق نجاحا لنفسه ولأمته ، وكذلك الجماعات وصنّاع القرار في الدول ، فهم أول من يجب أن يمتلك أسلوب التفكير المرن لمواجهة مختلف القضايا و مستجداتها خدمة للصالح العام . على هذه الاساسات كان تناولنا ونقاشنا لبعض آراء السيد كمال الحيدري بدوافع عقلية وعلمية وفكرية مجردة فحسب ، وليس قصدنا الخدش او الأنتقاص من شخصه معاذ الله .

(*)
اولاً :
أ - في فهمه وتفسيره للآية القرآنية الكريمة " حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ "(1) . وقع السيد كمال الحيدري مرة اخرى بالخطأ والوهم والأشتباه! حيث أدّعى أنّ النملة اعترضت على النبي سليمان (ع) . وهذا وهمٌ آخر وقع فيه الحيدري كما في ظنّه وخطأه السابق حيث فسَّرَ تساؤل وأستفهام الملائكة (ع) حول إستخلاف الله سبحانه الأنسان في الأرض إعتراضا أعتبره الحيدري من أشّد الأعتراضات على الله سبحانه مما يعني ان ابليس لعنه الله كان اقل اعتراضا من الملائكة (ع) على الله سبحانه ! . والحقيقة لانعرف كيف فهم السيد الحيدري ان النملة كانت بمقام الأعتراض على نبي الله سليمان (ع) .
فالنقرأ الآية الشريفة مرة أخرى ونرجو من القاريء الكريم ان يتمعَّن جيدا مَعَنا ويرى هل يوجد فيها ما يوحي على الأعتراض ؟ :
( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ). الحقيقة البيِّنة التي تتجلى للفاحص بكل وضوح هي أن النملة كانت بمقام الأعتذار عن نبي الله سليمان (ع) وجنوده .. بأنهم إن مروا عليهم نبي الله سليمان (ع) وجنوده لم يكن مرورهم عن قصد الإيذاء .. بل يتضح جليا لو أنّهم مروا وحطموا النمل .. فإنما هو يكون بسبب غفلة النمل نفسه وليس لغفلة نبي الله سليمان (ع) وجنوده ! لذلك فهِمَت النملة هذا الأمر فتَنَبَّهت ونبَّهَت النملة النمل بألفاتَهم لهذا .. لنبي الله سليمان (ع) وجنوده لا لقصد ايذاء النبي سليمان (ع) وجنوده النمل . وبهذا يتضح أن لاوجود لأي أعتراض من النملة على نبي الله سليمان (ع) وجنوده اطلاقا .

ب - الجميل في كلام النملة وتأدُّبِها في ما ألهَمها الباري تعالى من حُسن الخطاب أنَّ كلامها على قُصرِه قد اشتمل على النداء والتنبيه وتعيين المنادى بقولها : (يا ايها النمل)، كما اشتمل على الأمر ومتعلقه والمخاطب به بقولها : (ادخلوا مساكنكم)، واشتمل على التحذير والمحذّر وتعيين المحذَّر منه بقولها : (لا يحطمنكم سليمان وجنوده) ، واعتذرت فكان منها كمال الأدب مع نبي الله سليمان (ع) فلم تخص النبي بنسبة عدم الشعور بقولها (وهم لا يشعرون) بل يُفهَم من هذا عدم الشعور كان لجنود نبي الله سليمان (ع) وهذا لا ينافي عدم فهمه كما يدعي السيد الحيدري او يخدش نبي الله سليمان (ع) او يُحل بعصمته ، بدليل تَبسٌّمِه (عليه السلام) ولِفَهمه كلام النملة الأمر الذي أستدعى معه وحقَّ شُكر نبي الله سليمان (ع)عليه الباري تعالى بقوله تعالى : " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "(3) . وهذه من مختصّات المعصوم في عقيدتنا ، التي فاتت السيد الحيدري او تناساها ، لأن الانبياء معصومون عن الصغائر والكبائر منزهون عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة وما يدل على الخسة والضعة . وكذلك لا يجوز عليهم الكبيرة ولا الصغيرة لا بالعمد ولا بالتأويل ولا بالسهو والنسيان ، وهذا مذهب الشيعة (2) ) ومن هذا يظهر مخالفة أهل السنة والتأويل للشيعة في عصمة الانبياء حيث جوزوا عليهم المعاصي قبل النبوة وبعدها ، وجوزوا عليهم السهو والغلط والنسيان .

ثانيا :
فسَّرَ السيد الحيدري قوله تعالى (وهم لا يشعرون) بقوله : إن النملة تقول للنبي سليمان (ع) أنت لاتفهم . وهنا أوقعَ المُفسِّر نفسَهُ بمَطب كبير يؤخد ويُسجَّل عليه ، فضلا عن تجاوزه على النبي ! فهو لم يفرق بين ضمير الغائبين وضمير المخاطبين ، ولم يفرق بين ضمير الجماعة وضمير الفرادى ، كما فسر عدم الشعور بعدم الفهم .

ولتوضيح ذلك نقول :
أ - في الآية الشريفة ضمير غائب (هم) ، وفسَّره المفسّر بضمير المخاطب (أنت) . فالنملة كانت تخاطب النمل ولم تخاطب سليمان (ع) وجنوده فالتبس على المفسر ولم يُفرّق بين النمل والبشر .

ب - في الآية الشريفة الضمير للجماعة وفسّرَه المُفسِّر إلى ضمير المفرد . وكان من أدب النملة أنّها لم تنسب عدم الشعور إلى نبي الله سليمان (ع) ولم تخصَّه بالذكر او تذكره في مقام عدم الشعور إلا أن المفسِّر أختلط عليه الأمر ووقع في المحذور وفسَّرَ الخطاب ووجَّهه لخصوص النبي سليمان (ع) .

ويختم المُفسِّر مقطعه بالتشدّق بأن بعض تلامذته يكتب بحثاً في أن القرآن نقل مقولات للكفار والحيوانات والملائكة فهل تُعتبر مقولاتهم هذه حجة أم ليست بحجة ؟ . والذي اعتبر هذا مِن أعقد المسائل القرآنية ، وهذا البحث يقوم به أحد تلامذته والذي يُشرف عليه ايضا أحد تلامذته . فاليتأمل المُتأملون والباحثون في عظمة هذا الرجل كيف أن كاتب البحث أحد تلامذته والمشرف على البحث أيضا أحد تلامذته ! وإننا نسأل في هذه الأثناء اين هي بحوث هؤلاء التلامذة من نظريات أستاذهم .. وهل نوقِشَت هذه النظريات في بحوثهم ... ؟ . 

 

الكاتب : صفاء الهندي

 (1) النمل/18 .
(2) التستري/ إحقاق الحق/ ج2: 198 . الفخر الرازي/ عصمة الانبياء/ ص40 .
(4)النمل/19 . 

 

منقول من الموقع http://www.kitabat.info/subject.php?id=41886

أرسلت بواسطة admin في یک شنبه 27 / 6 / 1394 |

السيد كمال الحيدري : الله ديمقراطي والنبي سليمان (ع) ميفتهم (1) 

 

في تفسيره لآية شريفة من آيات القرآن الكريم في الفيديو التالي يقول السيد كمال الحيدري بأن الله سبحانه ديمقراطي ! . ودعى الحيدري الى تعلم الديمقراطية من الله سبحانه ، لأنه فسح المجال للملائكة أن يسألوا ودوّن سؤالهم في كتابه ، كما أنّه سبحانه قد سمحَ لإبليس أن يعترض وذكر ذلك أيضاً في كتابه الكريم .
 
تعرّف الديمقراطية : 
على انها شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة - إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين - في اقتراح، وتطوير ، واستحداث القوانين . وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي . ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع . والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية . 
تعريف آخر للديمقراطية بصور أوجز وأدق :
تعني الديمقراطية حكم الشعب ، وهو حكم سياسي قائم على تداول السلطة للأكثرية ، وبعض النظم الديمقراطية قيّدت حكم الأكثرية بحماية حقوق الأفراد والأقليات ، ويقال لها الديمقراطية الليبرالية ، في قبال الديمقراطية اللاليبرالية . 
 
لمصطلح الديمقراطية عدة وجوه وقوانين ونُظُم ، وتختلف تطبيقاتها ومصاديق مفهومها من نظام الى آخر ، ولم تأخد مكانتها كنظام عالمي عادل مُوحّد ثابت غير مُتغير يعترف به الجميع لحد الآن ، لذلك تبقى الديمقراطية عبارة عن نظرية ناقصة غير قادرة على تلبية حاجات الشعوب ، ولم تحقق العدالة التي ينادي بها المنادون حتى لدى الدول التي تدعي الديمقراطية إلا بحدود نسبية ، فضلا عن كون الديمقراطية مفهوما ومصداقا واصطلاحا من وضعيّات الأنسان ومخترعاته ، والتي لايصح نسبَتَها الى الله سبحانه وتعالى بجميع الاحوال . بسبب أن الديمقراطية حكم سياسي قائم على تداول السلطة من قبل الأكثرية الشعبية ، والله تعالى مالك للخلق يتصرف فيهم كيف يشاء . .{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء...}(1). ولآن ديمقراطية الله سبحانه هي العدل المحض النظام الذي لو طبّقته البشرية لَصلحت جميع احوالها ، وليس نظاما مختصّا بأمّة دون غيرها . 
بعد تبسيطنا في تعريف مصطلح الديمقراطية يمكننا ان نعرف الفارق الشاسع بين مفهومها وتطبيقها كنظرية وضعية ناقصة وبين عدالة الله سبحانه كنظام كامل شامل عادل صالح يشمل كل المخلوقات . 
يظن السيد كمال الحيدري بما أعتبره أعتراض الملائكة على الباري تعالى فيه ديمقراطية (2) في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )(3) . 
 
رد هذا الادعاء من عدة وجوه :
اولا :
 
أ - الواضح في قول الملائكة كان هو السؤال .. وليس الأعتراض كما في رأي الحيدري . فالأعتراض يأتِ بمعنى الرفض او التمرد كما فعل ابليس في اعتراضه على الله سبحانه . وهذا وهم فادح وقع فيه الحيدري .
 
ب - يتبيّن للباحث والقاريء .. بل ويتبيّن لأبسط الناس ان الملائكة كان لديها علم ومعرفة مُسبَقة بما سيصدر من الأنسان من جرائم ومفاسد في الارض لقولهم ( .. قالوا أتجعل فيها من يُفسدُ فيها ويسفك الدماء ..) فلو كانوا بمقام الأعتراض على الله سبحانه لكان الأولى أعتراضهم على خلق الانسان وليس بعد أمر استخلاف الله الانسان في الارض !. 
 
ج - لم يأخذ الله سبحانه بقول الملائكة وأعتراضهم - حسب الأدعاء - بل جعل الله سبحانه خليفة له في الأرض . ولو قبل الله تعالى اعتراض الملائكة فلا يعني ذلك أن الله تعالى قد يتخلى عن سلطانه للأكثرية من الملائكة .
 
مما يترتب على ذلك ويترشح عنه السؤال التالي الذي فات معرفة جوابه على السيد الحيدري : 
هل الحكومة الشرعية الالهية هي الديمقراطية ؟
وجوابه :
هذا ايضا لا يصح في القانون الالهي أن نجعل نظام الحكم في الاسلام هو الديمقراطية ، لأن الحكم في الأرض " بالتعيين " أي بالنص من خلال الكفاءة لا بالانتخاب ، فالناس بطبيعة الحال ووفق القانون المنصوص لا تنتخب انبيائها ورسلها وأئمتها ، ولو كان النظام ديمقراطي لكان الارسال والبعث تضمن المؤمن والفاسق و الكافر على السواء ، وكذلك الأنبياء والرسل والأئمة من يُعيِّنون الحكّام على الإمارات وليس من باب الشورى بين الناس .
ولأجل تثبيت هذا القانون قال تعالى :
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ...}(4).
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ...}(5) .
وغيرها من الآيات الدالة على أن الحكم بالتعيين لا بالانتخابات . 
ثانيا :
أ - إن مجرد إعطاء فرصة التعبير عن الرأي لا يعني ذلك ديمقراطية ، وإنما يقال له حرية التعبير ، أو حرية الفرد في التعبير عن رأيه، وحتى مع الديمقراطية المزعومة إلا أن هذا أيضا ليس مِن حق العباد لقوله تعالى :
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}(6) .
 
ب - في قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )(7) . لا يعني هذا إن إبليس عندما عصى الله ولم يمتثل للأمر بالسجود لآدم معترضاً على الله تعالى كان برضا مِن الله تعالى ، وطبعا هذا ايضا استنادا الى الديمقراطية المزعومة ، وإلا لم يكن ابليس لعنه الله عاصياً وملعونا ، فليس مِن حق إبليس بأعتباره مخلوق من مخلوقات الله تعالى وعبدا من عباده الى حين الاعتراض على الله تعالى وعصيانه ، ولم يُزاول حقّا من حقوقه وإلا لما لُعن وطُرد . 
 
النتيجة الطبيعية :
 
إن الله تعالى ذكر قصة إبليس لعنه الله كي يثبت في كتابه الكريم من ان الشيطان هو عدو الإنسانية الدائم وحتى يحذروه .. فقد قال تعالى :
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }(8) . وغيرها الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تُنبّه وتُحذَر الأنسان من الشيطان اللعين ... . وليس ذكر قضية الشيطان اللعين كي نتعلم ديمقراطية الاعتراض على الله تعالى - حسب دعوى المدّعي - .
وأننا لنعجب كيف يمكن للحيدري ان يفهم الأمور معكوسة بهذا الفهم تماما ، فما ليس بأعتراض يراه اعتراضاً ، وما هو ذم يراه مدحاً ، وما هو اعتراض يراه ديمقراطية !! فأين التحقيق .. وأين النظريات الجديدة التي لم يسبق الحيدري بها أحد ؟ .
 
كانت هذه الحلقة الاولى من مجموعات حلقات ان شاء الله تعالى سنُيِّن ونناقش فيها مجموعة آراء وأفكار وفتاوى للسيد كمال الحيدري ، ونذكر فيها عدة اشكالات وتناقظات ومؤاخذات ونُسجِّلُها عليه .
  
 

الكاتب : صفاء الهندي

 
 
 
(1) الشورى / 49 .
(2) https://www.youtube.com/watch?v=H6L7igbiAR4&feature=youtube_gdata_player .
(3) البقرة/30 .
(4) البقرة/124 .
(5) ص /26 .
(6) الأحزاب/36 . 
(7) البقرة/34 .  
(8) فاطر/6 . 
 
 
منقول من الموقع  http://www.kitabat.info/subject.php?id=41739
أرسلت بواسطة admin في یک شنبه 27 / 6 / 1394 |

السيد الحيدري بين القبول والرفض  

  

سطع نجم السيد الحيدري في عام 2010و 2011م بسبب بعض الاوضاع السياسية التي شهدتها الجمهورية الاسلامية نتيجة قيام الاعلام العربي بشن حملة كبيرة للنيل من النظام الاسلامي في ايران وقد قادت قناة العربية ومثيلاتها من القوات الماجورة هذه الحملة وفي هذه الفترة وما قبلها لم يكن الطابع العام في قناة الكوثر هو التصدي للقضايا الخلافية الا ان الوضع السياسي المربك وتحرك بعض الشباب في الشارع الايراني بتحريض من عدد من منافسي الرئيس الايراني احمد نجاد اعطى مؤشرا خطيرا على امكان تداعي الاحداث الى درجة تفلت فيها من السيطرة .

       وفي هذه الفترة ظهر برنامج السيد الحيدري كرد فعل طبيعي على الاعلام الماجور وقد قام السيد بالمهمة على وجه شبه كامل من الناحية الاعلامية وصار الشغل الشاغل للناس المخالفين وحصل على تعاطف واضح من جميع الاطراف ما عدا المتعصبين من الوهابية .

      وقد كان معلوما لدى المرجعية الدينية في النجف الاشرف ان السيد الحيدري ليس شخصا تابعا للخط المرجعي الذي تمثله وهو امر معلوم عنه منذ سنين وقد نقل عدد من الفضلاء ان السيد الحيدري عنده نظرة خاصة عن المرجعية وقد سمع منه بعضهم يقول ان المرجعية ليست اكثر من مبلغ مليون دولار فقط وكل من يملك هذا المبلغ من الاساتذة في الحوزة يمكنه ان يصبح مرجعا !!!!

    وهذه النظرة الغريبة عن نظام المرجعية الذي هو نظام ضارب في العراقة من الطبيعي ان ينتج عنه نظرة سوداء في نفس صاحب هذه النظرة واسباب هذه النظرة ليست جديدة عند السيد الحيدري فقبل عدة سنوات كان السيد الحيدري في دولة الامارات وكيلا لعدد من مراجع النجف منهم السيد الحكيم والسيد السيستاني وكذلك وكيلا عن السيد الخامنئي ومديرا لمكتبه هناك الا انه عندما عاد من هناك كانت نظرته الى المراجع مختلفة جدا ويبدو ان تعامله مع وكالة المراجع المذكورين جعله يطلع على حجم المال الذي يمكن ان يصل الى مكاتب المراجع ...

      ومنذ ذلك الوقت عاد السيد الحيدري الى قم بثوب جديد راغبا في الظهور والبروز وكانه اكتشف السر في العظمة .

       وقد حاول السيد الحيدري ان يبرز الجانب المهم في التصدي للمرجعية وهو جانب الفقه والاصول الا ان البرنامج الذي ظهر فيه من على القسم العربي لاذاعة طهران لم يستمر لان وضع الدرس الفقهي لايتناسب مع طريقته وقد حاول ان يبرز دور السيد الصدر في الفقه على حساب بقية المراجع وقد فشل البرنامج ولم يستمر فيما نجح فيه عدد من العلماء مثل الشيخ علي الكوراني والشيخ باقر الايرواني والشيخ حسن الجواهري وغيرهم واستمر البرنامج معهم مدة طويلة خصوصا الشيخ الكوراني .

    وكان من المقرر ان يستمر السيد في سعيه وراء تحقيق الهدف في الظهور والبروز فعمد الى تدريس الكتب الفقهية كاللمعة والمكاسب والاصول والتي يبرز من خلالها الشخص كمؤهل للاستاذية في البحث الخارج ومن ثم الى المرجعية ...

     وقد كان متوقعا ان يكون برنامجه رد فعل اعلامي على الهجمة التي قامت بها قنوات الاعلام العربية الماجورة الا انه تحول بعد سنتين الى محطة لتحويل الانظار الى السيد الحيدري وبحسب الموجود في الذهنية الشيعية يوجد انجذاب خاص للبارزين في الاعلام ولذلك ترى ان بعض الخطباء مشهورون على مستوى العالم والجميع يعرفهم في الوقت الذي يموت فيه مجتهد كبير قضى حياته في خدمة المذهب ولا يعرف اسمه بين الناس الا في اثناء كتابة اسمه على اعلان نعيه ...

   وقد ساعد بروز السيد الحيدري على مستوى الاعلام في توجيه الانظار نحو شخصه فقامت قناة الكوثر بصنع لقاءات خاصة عنه من اجل طرح افكاره بصورة علنية ومن دون تدخل من احد ولما كان وضع السيد الحيدري النفسي ليس مستقرا من ناحية الاشخاص حتى البارزين فقد بدات تظهر افكاره حولهم بصور متناقضة ففي الوقت الذي يسال فيه عام 2007م عن موقفه من التصدي للمرجعية يصرح بان المرجعية في ايد امينة وهي يد السيد السيستاني وان المرجعية ليست معلومات فقط وانما هو مقام رباني يحتاج الى تدخل غيبي والمسيرة والراية الان في يد امينة مع انه في وقت سابق كان يصرح بصورة علنية واخرى غير علنية ان البقاء على مراجع كالسيد السيستاني لن ينفع الامة ابدا كما ان موقفه من السيد محمد الصدر كان واضحا قبل حادثة اغتياله وقد عرف عنه ذلك حتى في اثناء تواجده في الامارات الا انه بمجرد حصول حادث الاغتيال انبرى لمدة ثلاث ايام او اكثر ليمجد في دور السيد الصدر في الساحة مع انه لم يذكره مادحا بصورة علنية ابدا ...

     وكانت الطامة الكبرى هو اللقاء الذي تسرب من بيت السيد الحيدري والذي اجراه مع عدد من الشباب من اوربا وقد كشف في هذا اللقاء عن امور غريبة جدا وطعن فيها بصراحة بمراجع النجف وبالاسماء هذه المرة وتحدث كما يتحدث الفنانون والمشاهير عندما قال ان (الكاريزما) التي امتلكها لا يمتلكها احد من المراجع وذكر اسماءهم ووصف السيد السيستاني بانه مرجع فارغ من المحتوى !!!!!! ...وليس لديه شيء وان المرجعية تعلن عن طريق البي بي سي العربي والفارسي وليس استحقاقا وان هناك جهات حريصة على بقاء المرجعية الحقة - ويقصد نفسه -بعيدة عن قيادة الامة ...

      وقد وصل هذا الشريط الى النجف والى مراجع النجف دون ان يحركوا ضده شيئا فقد كان ظهوره اثناء تقديم برامجه وقد امروا الناس المقربين بعدم تضعيف جانب السيد وهو يدافع عن المذهب وقد بقي الشريط مخفيا عن الساحة في النجف مدة سنة كاملة ولم يظهر الموقف منه الى العلن حتى نشره البعض في كراس للتقليل من حرمة المرجعية الدينية .

      وفي هذا الوقت قام عدد من العلماء والفضلاء من النجف وقم والسعودية والكويت بالرد على كلام الحيدري وكان المتوقع ان يخفف الحيدري من عداوته بسبب تلك الردود الى انه زاد في الطين بلة وتكلم بكلام غريب جدا طاعنا فيه بكل المؤسسة الدينية حتى اضطرت قناة الكوثر لقطع بث البرنامج لمدة عشر دقائق وعندما عاد السيد الحيدري لم يسكت بل قال بان البث تم قطعه بسبب كلامه مع ان الحلقات التي تحدث فيها السيد عن المراجع كانت خارجة عن البرنامج وخاصة بطرح نظريته في المرجعية الا ان السيد زاد الامر تعقيدا عندما اضاف الى ذلك تشكيكه باراء عدد من كبار العلماء والمراجع واضاف اليها التشكيك في الموروث الشيعي الذي وصفه بنفس ما وصفه به المتشددون من الوهابية .

         وقد لاقى هذا الطرح الغريب من السيد رد فعل كبير من عدد من العلماء بل وكتب عدد منهم مؤلفات في رده ورده عدد من العلماء في الاعلام كالشيخ الكوراني من قم والسيد منير الخباز من السعودية والسيد هاشم الهاشمي من الكويت وتدخل عدد من المراجع في قم ومشهد للوقوف ضد هذا الفكر السطحي في تناول التراث الشيعي وصدرت من مراجع قم عدد من الفتاوى حول هذه الافكار منها ما يتعلق بافكاره ومنها ما يتعلق بنسبة الكلام الى الغير ومنها ما يتعلق بنظرته الى الحديث عند الشيعة (الموروث الشيعي).

    وعندما ظهرت بعض الكلمات غير المناسبة في احدى الصحف الايرانية حول حوزة النجف وما اعقب ذلك من انزعاج من قبل بعض المراجع قام السيد الحيدري بتوزيع هدية في ظروف كتب فيها بان السيد مع حوزة النجف الاشرف في اشارة واضحة الى ما صرح به السيد الهاشمي حول حوزة النجف بعد السيد محمد باقر الصدر..

   وعندما ظهرت التصاريح التهجمية ثم ظهرت التصاريح العلمية حول التراث الشيعي ومقدار الدرس فيه رد السيد الهاشمي على السيد الحيدري بشكل قاس جدا وهذا نص  السؤال وجواب السيد الهاشمي عليه .

(بسمه تعالى   سماحة سيّدنا المفدّى آية الله العظمى السيّد الهاشمي دامت بركاته
عطفاً على ما أجبتم عليه سابقاً حول التراث الشيعي وأنّه أنقى تراث إسلامي موروث عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) نسأل عمّا جاء في مقدمة الفتاوى الواضحة للسيّد الشهيد الصدر (قدس سره) تحت عنوان ( كيف نشأت الحاجة إلى الاجتهاد ) من ذكر عوامل لذلك وبضمنها قوله (قدس سره) : ( ودخول شيء كثير من الدسّ والافتراء في مجاميع الروايات الأمر الذي يتطلّب عناية بالغة في التمحيص والتدقيق )، ( الفتاوى الواضحة ص 100 ) .فهل لهذا الكلام علاقة بما يطرحه البعض من أنّ الكثير من الموروث الروائي الشيعي مأخوذ من كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية ؟
كما أنّكم ذكرتم عدم وجود روايات عن كعب الأحبار في كتبنا الفقهية ومجاميعنا الحديثية المعتمدة، مع أنّه مذكور روايات عنه وعن غيره من العامة في بعض الكتب الفقهية والحديثية ككتاب الخلاف للشيخ الطوسي والخصال للشيخ الصدوق والمنتهى للعلاّمة الحلّي .
جمع من تلامذتكم30 / شوّال / 1434
بسم الله الرحمن الرحیم
أمّا بالنسبة لكلام السيّد الشهيد الصدر (قدس سره) فلا علاقة لهذا الكلام بتلك الدعوى المنحرفة التي اُطلقت أخيراً ضد التراث الشيعي واستغلتها أجهزة الاعلام التكفيرية المعادية لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) من أنّ المذهب الشيعي أو الكثير منه موروث من اليهودية والنصرانية والمجوسية . وإنّما مقصود سيدنا واُستاذنا الشهيد الصدر من هذه العبارة ما جاء في بحوثه الاُصولية وقرّرناه في مبحث تعارض الأدلّة الشرعية تحت عنوان ( كيف نشأ التعارض في الأدلّة الشرعية):
(( ومن جملة ما كان سبباً لحصول الاختلاف والتعارض بين الأحاديث أيضاً عملية الدسّ بينها والتزوير فيها التي قام بها بعض المغرضين والمعادين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)على ما ينقله لنا التاريخ وكتب التراجم والسير، وقد وقع كثير من ذلك في عصر الأئمّة أنفسهم على ما يظهر من جملة من الأحاديث التي وردت لتنبّه أصحابهم إلى وجود حركة الدسّ والتزوير فيما يروون عنهم من الأحاديث . . .وعمليه التنبيه الأكيدة من الأئمّة (عليهم السلام) على وجود حركة الدسّ والتي أعقبها التحفظ الشديد من قبل أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) والسلف المتقدم من علماء الطائفة في مقام نقل الحديث وروايته وتطهير الروايات عمّا دسّ فيها وإن كان لها الفضل الكبير البالغ في تحصين كتب الحديث عن أكثر ذلك الدسّ والتزوير إلاّ أنّ هذا لا يعني حصول الجزم واليقين بعدم تواجد شيء ممّا زوّر على الأئمّة (عليهم السلام) في مجموع ما بأيدينا من أحاديثهم، سيّما إذا لاحظنا أنّ العملية كانت تمارس في كثير من الأحيان عن طريق دسّ الحديث الموضوع في كتب الموثوقين من أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)، كما تشير إليه رواية يونس بن عبد الرحمن، فربما كان بعض ما نجده في كتب الأحاديث اليوم من الروايات المتعارضة المختلفة هو من بقايا ذلك التشويه والدسّ الذي وقع في تلك العصور .
هذه هي أهم العوامل التي يمكن أن تذكر لتبرير حالات التعارض التي قد يواجهها الفقيه فيما بين الأحاديث الصادرة عن الأئمّة (عليهم السلام )) . بحوث في علم الاُصول 7 : 39
.وبذلك نـرى :
أوّلا ـ هذا الكلام لا علاقة له أصلا بتلك التهمة الفارغة الكاذبة من أنّ الموروث الشيعي مأخوذ عن كعب الأحبار اليهودي الذي أسلم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخل المدينة في عصر الخليفة الثاني وصار حبراً للاُمّة ينقل عنه أمثال أبي هريرة ومعاوية وعطاء بن يسار وغيرهم من الصحابة والتابعين .وإنّما المراد منه أنّ الأحاديث الصادرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) خصوصاً في الحقبة المتأخرة من حياتهم ـ أي زمان الأئمّة المتأخرين ـ بعد أن تكاثر الرواة لأحاديثهم خصوصاً عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وبلوغهم أربعة آلاف على ما في كتب التراجم والسير نشأ فيها الاختلاف والتعارض وحصول هذا التعارض والاختلاف كان بأسباب عديدة، منها :
* وجود بعض الرواة ممن كانوا من أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) أوّلا ثمّ انحرفوا عنهم، كالخطابية والجارودية والغلاة والواقفية ونحوهم، فنقلت عنهم روايات من قبل من لا يعرف انحرافهم وقد يكون فيها شيء من الغلوّ بحق الأئمّة أو الوقف على بعضهم أو أحكام فقهية معارضة مع الكتاب الكريم والسنة الشريفة ومنهج أهل البيت (عليهم السلام) ; ولهذا نبّه الأئمّة (عليهم السلام) أنفسهم على ذلك وأعطوا بعض الموازين لما يؤخذ من الروايات مما لا يعلم صدوره عن المعصومين (عليهم السلام)، كأن لا يكون معارضاً مع الكتاب الكريم أو مع السنة الشريفة، كما نبّهوا على لزوم تهذيب الأحاديث المروية عن روايات هؤلاء الذين انحرفوا عنهم وبالنسبة لبعضهم كبني فضّال .قال الإمام العسكري (عليه السلام) : « خذوا ما رووا واتركوا ما رأوا » ; لأنّ رواياتهم عنهم كانت قبل انحراف عقيدتهم، وصار هذا التنبيه الأكيد من قبل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأصحابهم هو السبب في التحفّظ الشديد من قبل أصحاب الأئمّة وفقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في عصر الغيبة الصغرى والكبرى تجاه هؤلاء الرواة والروايات عن المعصومين (عليهم السلام) بشكل عام وتمحيصها وتهذيبها وتوثيق من يصحّ حديثه ومن لا يصحّ الحديث عنه مما حصّن الموروث الشيعي كما ذكره السيّد الشهيد الصدر وطهّر المجاميع الحديثية عند الشيعة عن ذاك الدسّ والتزوير .إلاّ أنّ احتمال بقاء شيء من ذلك في الموروث الروائي في اطار المذهب وروايات أهل البيت (عليهم السلام) أدّى إلى أن يضع الأئمّة (عليهم السلام) أنفسهم في موارد الاختلاف والتعارض ضوابط وموازين لتشخيص الصحيح من غيره، وهذا كلّه لا علاقة له باليهودية والنصرانية والمجوسية ولا بكعب الأحبار ومروياته الكاذبة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره بعنوان انّه حبر من أحبار الاُمّة والذي هو قدح في أصل المذهب والتراث الشيعي وتأسيسه كما لا يخفى على اللبيب العارف .
وثانيـاً ـ انّ وجود رواة ضعفاء غير ثقاة أو كذّابين ضمن أسانيد الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يقضي بلزوم تمحيص الأسانيد وتوثيقها عند الأخذ بها، وهذا ليس أمراً مختلفاً فيه لدى طلبة العلوم الدينية فضلاً عن فقهائنا ومراجعنا العظام، وليس فيه قراءة جديدة للتراث ولا تصحيح للعقيدة [بل تلك هي الطريقة المتّبعة والمعمول بها في الفقه والاُصول وكافة العلوم الإسلامية منذ زمن الشيخ الطوسي وإلى يومنا هذا]، فيطرحون الرواية التي في سندها ضعف .وهذه كتب الحديث والفقه والتفسير وسائر فروع المعرفة الإسلامية التي صنّفها أو يصنّفها علماؤنا وفقهاؤنا إلى اليوم مشحونة بالبحوث الرجالية والسندية الدقيقة في كل مسألة أو فكرة يراد الاستناد فيها إلى رواية موجودة في المجاميع الحديثية لدى الشيعة، وهذه من امتيازات المذهب الشيعي، حيث إنّ باب الاجتهاد فيه لم يغلق ومستمر بتمام مراحله حتى اليوم، وفقهاؤنا متفقون على أنّ وجود رواية في مجموعة حديثية كالكافي والفقيه والتهذيبين لا يجعلها صحيحة سنداً ولا مضمونه مسلّم عندهم، وهذا واضح لدى عوام الشيعة فضلاً عن علمائهم، فإذا كان المقصود إثبات هذا المعنى ))فتسمية ذلك بالقراءة الجديدة للتراث الشيعي وإلقاء التساؤلات على المراجع بتعابير استخفافيّة تهكّمية(( من قبيل ( من يدّعون أنّهم مراجع ومن درس عندهم تسعون وسبعون وستون سنة )، وطرح التشكيك في معتقدات الشيعة والمطالبة بالبحث العلمي فيها وأنّه ( قل هاتوا برهانكم ) ثمّ دعوى أنّ الكثير من الموروث الشيعي متلقى عن كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية كل هذا الكلام الفارغ 《ليس إلاّ هراءً وجهلاً وتهريجاً وخدمة لأعداء المذهب الشيعي ـ كما استغلّ ذلك فعلاً من قبل أجهزة اعلامهم سريعاً ـ》 فلو كان المقصود لزوم تمحيص أسانيد الأحاديث فمن المخالف في ذلك من الفضلاء فضلاً عن الفقهاء، وأين أفتى المراجع العظام بما يكون مصدره كعب الأحبار اليهودي أو فلان المجوسي أو النصراني ؟ومتى تمسّك فقهاؤنا بحديث بلا تمحيص لسنده ؟ وهذه كتبهم الاستدلالية مليئة بالبحث عن سند كل ما يذكرونه من رواية مهما كان مصدرها ؟ !
ولماذا (كل هذا التهريج والصخب المزري والذي يعطي الذريعة بيد الأعداء ضد المذهب الحق، وأي ابداع وجديد في مثل هذه الجهالات) .
وثالثـاً ـ انّ مجرد ذكر رواية عن راو ضعيف في المجاميع الحديثية لا يدلّ على كون الموروث الشيعي مستنداً إلى ذاك الراوي الكذّاب أو الضعيف أو غير الموثق إذ قد يكون ذكر حديثه في تلك المجموعة الحديثية لأنّ صاحبها قد وجد عليه شاهداً من القرآن أو السنة الشريفة فإنّ أصحاب المجاميع الحديثية عندنا كانوا يهتمون بجمع الأحاديث المروية عن الأئمّة (عليهم السلام) حتى إذا لم يكن راويه ثقة إذا كان عليه شاهد كرواية مشابهة لها من راو آخر ثقة أو دلالة قرآنية على ذلك أو وجود روايات عديدة بذلك المضمون قد يبلغ مجموعها حدّ الاستفاضة وحصول الوثوق من مجموعها، أو كون الحكم المروي في ذاك الحديث من المسلّمات أو المشهورات أو المرتكزات لدى فقهاء مدرسة أهل البيت ممّا يوجب حصول الوثوق والاطمئنان بصحة ذاك المضمون .وهذه قواعد ونكات حديثية أو اُصولية أو فقهية منقّحة من قبل فقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بشكل دقيق ومعمّق مما أوجدت لهذه المدرسة الفقهية والاُصولية تطوراً عظيماً تتميّز به عن غيرها من المدارس والمذاهب الفقهية كما هو واضح عند أهل العلم .
وأمّا بالنسبة لما ذكر من ورود بعض الروايات عن كعب الأحبار أو غيره من رواة العامة في بعض الكتب الفقهية أو المجاميع الحديثية، فالمجاميع الحديثية قد تنقل أيضاً روايات عن رواة غير شيعة كأبي هريرة وعطاء بن يسار وغيرهم [إلاّ أنّ ذلك لا يعد من الموروث الشيعي] وإنّما [هو للاستشهاد من قبلهم على الموروث الشيعي] بأحاديث ومرويات من غير الشيعة لمزيد تأكيد صحّة ذاك المضمون والموروث الشيعي، وهذا ما يكون في غير الفقه عادة، وهذه طريقة البحث العلمي فيما بين المذاهب واحتجاجات أصحابها فيما بينهم، وقد كان الفقيه الأعظم السيّد البروجردي (قدس سره) صاحب تأليف جامع أحاديث الشيعة يريد ذكر روايات المجاميع الحديثية لأهل السنة مع أحاديث الشيعة الصادرة عن الأئمّة (عليهم السلام) في كل باب من الأبواب الفقهية، وكان هذا عملاً مهماً ومقارنة بين المذهب السني والشيعي في الفقه والحديث معاً، إلاّ أنّه ـ ومع الأسف ـ لم يوفق لذلك لأسباب خارجية .
كما أنّ كتابيّ الخلاف والمنتهى من كتب الفقه المقارن والذي يكون من الطبيعي نقل فتاوى فقهاء المذاهب الاُخرى فيهما وذكر مستند لها من روايات مجاميعهم الحديثية، [إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ تلك الروايات معتمد عليها من قبل الشيعة] وانّها من الموروث الروائي الشيعي بوجه من الوجوه أبداً، فلا ينبغي الخلط والمغالطة في البحوث العلمية بهذا النحو .
السيد محمود الهاشمي1 / ذي القعدة / 1434ه   )

ولما توضح عند البعض وجود علاقة واضحة بين مركز الابحاث العقائدية وبين برنامج السيد الحيدري جاءت التساؤلات للشيخ محمد الحسون من اجل توضيح علاقته بالسيد بعد ظهور التصريحات المثيرة للسيد وزيادة حجم الاخطاء يوما بعد اخر وقد اجاب الشيخ عن ذلك موضحا دور المركز في دعم السيد وكذلك موقفه من برنامج السيد بعد التطورات الاخيرة.

جواب سماحة الشيخ محمد الحسّون مدير مركز الأبحاث العقائديّة
عن التساؤلات بشأن علاقة المركز بالسيّد كمال الحيدري
***
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت إلينا رسائل كثيرة من إخوة أعزّاء علينا، وآخرين لا نعرفهم ، يسألون فيها عن علاقتنا بالسيّد كمال الحيدري، ودور مركز الأبحاث العقائدية في دعم برامجه في قناة الكوثر، خصوصاً ما تناوله في برنامجه الأخير "مطارحات في العقيدة"، ويستفسرون في هذه الرسائل عن حقيقة نقلنا لرسالة شفهية من المرجعية العليا في النجف الأشرف للسيّد الحيدري، وعن أمور أخرى وأقوال نُسبت لنا.
ويشهد الله ، بأنّي لم أكن راغباً في الخوض في هذه الأمور ، لولا إصرار الإخوة الأعزاء على كتابة شيء ولو مختصراً ، مبيّناً الحقائق كما هي ، لذلك فإنّي أثبت هنا عدّة نقاط ، وهي :
الأولى: لا يخفى على جميع الإخوة الأعزاء، الدور المهم الذي قام به السيّد الحيدري في الدفاع عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وردّ الشبهات الواردة عليه، والطعن بأفكار الوهابية، وبيان حقيقتهم أمام الناس، وذلك ضمن برنامجه في قناة الكوثر، هذا البرنامج الذي كان يشاهده مئات الآلاف في كلّ أنحاء العالم، والذي أثلج صدور المؤمنين، وأغاض النواصب، وأدّى إلى استبصار كثير من شباب المخالفين الباحثين عن الحقيقة.
وقد وقفتُ شخصياً على هذه الحقيقة في أسفاري إلى دول العالم الكثيرة.
الثانية: نحن في مركز الأبحاث العقائدية، عملاً بواجبنا الديني، وامتثالاً لتوصيات المرجعية العليا في النجف الأشرف، ووكيلها في مدينة قم المقدسة، قمنا - ولا زلنا - بدعم كلّ من يدافع عن المذهب المظلوم، دعماً علمياً بكلّ ما أوتينا من قوّة، وفي مختلف وسائل الإعلام: المرئية والمسموعة والمقروءة، دون أن يطلع على دعمنا هذا إلّا الله سبحانه وتعالى وبعض العاملين في مركزنا المبارك، لأنّ هدفنا هو إيصال كلمة الحقّ إلى الآخر وإن لم يُذكر اسم المركز.
الثالثة: إنّ القول الذي يتناقله بعضُ الإخوة: وهو أنّ السيّد الحيدري اعتمد كليّاً على مركز الأبحاث العقائدية في برامجه في قناة الكوثر، فكان المركز يهيّئ المادّة العلمية كاملةً ويقدّمها له ، وينحصر دوره في إلقاء هذه المعلومات.. قولٌ بعيد عن الصواب!
نعم، قام المركز بتأييد هذا البرنامج وصاحبه، ودعمه بواسطة تهيئة مصادر البحث له ؛ إذ وضعنا مكتبة المركز - وجلّ مصادرها تخصصيّة ونادرة - في خدمته، بل وجلبنا له بعض المصادر من سوريا في ذلك الوقت ، وقام بعض شباب المركز بمساعدته في العثور على المطالب العلمية وتعيين أماكن تواجدها في المصادر، وتقديمها له.
الرابعة: لدينا اطّلاع كامل على التسجيل الصوتي للسيّد الحيدري الذي نُشر في شهر رجب سنة1432ﻫ ، والذي انتقد فيه الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وذكر بعض مراجعها الكرام بأسمائهم.. لدينا اطلاع دقيق عن كيفية تسجيله ونشره في حوزتي قم المقدسة والنجف الأشرف.
وأنا شخصياً أخالف القول الذي يدّعي بحصول تلاعب وقصّ وتقديم وتأخير في هذا التسجيل الصوتي، وأجزم بصحته ، وهذه شهادة منّي ألقى ربي بها يوم القيامة.
الخامسة: تحدّث بعض الإخوة عن الجلسة التي حصلت بين الأخ الكريم سماحة السيّد جواد الشهرستاني وبين السيّد الحيدري، وأنّه في هذه الجلسة تمّ الاتّفاق بينهما على عدّه أمور، لكن السيّد الحيدري لم يلتزم بها.
أقول معلّقاً على هذا الأمر، وهي شهادة للتأريخ ، وأنا مسؤول أمام الله على ما أقول:
كانت العلاقة بين الرجلين علاقة وطيدة، تمتدّ جذورها إلى أيام الصبا في مدينة كربلاء المقدّسة ، ويُعد سماحة السيّد الشهرستاني من المؤيدين لبرامج السيّد الحيدري والمدافعين عنها،والداعمين مادياً له.
لكن هذه العلاقة أصابها شيء من البرود بعد انتشار التسجيل الصوتي الأوّل للسيّد الحيدري سنة 1432ﻫ ، وبما أنّي تربطني علاقة وطيدة بالسيّدين، لذلك سعيت كثيراً لترطيب الأجواء بينهما، شجعني على ذلك كثيراً الأخلاق العالية التي يتصف بها السيّد الشهرستاني، حتى مع من يهاجمه وينتقده، وكذلك الاحترام الكبير الذي كنت ألمسه وأسمعه من السيّد الحيدري تجاه السيد الشهرستاني.
وفي مساء يوم الأحد الثاني عشر من شهر ربيع الأول 1433ﻫ - 5/ 2/ 2012م، حصل الاجتماع بينهما في منزل أحد الأصدقاء في جلسة مختصرة حضرها ستة أشخاص فقط.
وللتأريخ أقول : لم يحصل أيّ اتفاق بين السيّدين ، نعم في بداية الجلسة حصل عتاب خفيف من قبل السيّد الشهرستاني للسيّد الحيدري.
السادسة: يدور بين بعض الإخوة حديث مفاده : أنّي حملتُ رسالة شفهية من المرجعية العليا في النجف الأشرف للسيّد الحيدري، فأقول معلقاً على هذا الأمر:
المرجعية العليا في النجف الأشرف لم تُحمّلني رسالة شفهية للسيّد الحيدري ، بل بعد انتشار التسجيل الصوتي الأول له ، قمت بزيارة النجف الأشرف، وتشرّفت بزيارة المرجع الأعلى فيها، ودار الحديث بيننا عن السيّد الحيدري وكلامه في التسجيل الصوتي وتصدّيه للمرجعية وطبعه للرسالة العملية، وعند عودتي إلى قم المقدّسة ذكرت كلّ ما جرى هناك للوكيل العام للمرجعية ، فطلب منّي أن أنقل ذلك للسيّد الحيدري.
السابعة: استاء كثير من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة وباقي المدن الإسلامية، لما طرحه السيّد الحيدري في برنامجه "مطارحات في العقيدة" في رمضان هذه السنة - 1434ﻫ - وكثرت الاتّصالات من كلّ أنحاء العالم بوكيل المرجعية العليا في قم المقدّسة معربين عن أسفهم لما تبثّه قناة الكوثر الفضائية، وقد كلّفني سماحة الوكيل العام للمرجعية العليا بإبلاغ المسؤولين في هذه القناة بذلك.
وفي يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان المبارك من هذا العام - 20/ 7/ 2013م، قمت بالاتّصال بالمسؤولين بقناة الكوثر، وأبلغتهم باستياء الفضلاء في كلّ أنحاء العالم خصوصاً في حوزة النجف الأشرف، وكان اتصالي قد شمل ثلاثة أشخاص:
1) مسؤول قسم البرامج الدينية في قناة الكوثر.
2) الشيخ المسؤول عن مراقبة برنامج "مطارحات في العقيدة".
3) مسؤول قناة الكوثر ومسؤول البث الخارجي غير الفارسي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
الثامنة: أرى أنّ برنامج "مطارحات في العقيدة" لهذه السنة 1434ﻫ قد خرج عن الهدف الرئيسي له ، وهو الدفاع عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ، وردّ الشبهات الواردة عليه.
وقد أساء هذا البرنامج لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، كثيراً ؛ لأنّه طرح شبهات كثيرةً أدت إلى تخلخل أفكار بعض الشباب بعقائدهم، دون أن يقدّم البدائل والحلول والأجوبة عن هذه الشبهات.
وأساء السيّد الحيدري - في برنامجه هذا - لنفسه أيضاً ؛ إذ فقد كثيراً من مؤيّديه من الشباب المؤمن المثقّف.
وأساء أيضاً لقناة الكوثر، إذ فقدت شعبيّتها في كثير من الدول الإسلامية.
التاسعة: احتفظ في ذاكرتي وفي أرشيفي الخاصّ بي ، بكثير من المعلومات المتعلّقة بالسيّد الحيدري، وبرنامجه هذا، وما سمعته من فضلاء الحوزة العلمية عنه، والتي لم يطلع عليها أيّ شخص آخر لحدّ الآن، ولعلّي أقوم بنشرها في المستقبل - ان كان في نشرها مصلحة للمذهب الحقّ - كشاهد حيّ على هذه الحقبة الزمنية الحرجة التي تمرّ بها الحوزة العلمية وأتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)
العاشرة: أخيراً.. أدعو إخواني الأعزاء في الحوزة العلمية وخارجها، على العمل بكلّ جدّية، لرأب الصدع، ولمّ الشمل، وإرجاع المياه إلى مجاريها الطبيعية ، فلكلّ جواد كبوة ولكلّ سيف نبوة، وأن لا نخسر صوتاً علوياً طالما وقف بوجه النواصب، وكان شوكة في عيونهم، ولم يستطيعوا ردّه لحدّ الآن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمّد الحسّون 18 شوال / 1434 ﻫ )

والسيد الحيدري الان قام بطبع رسالة عملية وفتح مكتبا له في مدينة النجف الاشرف كما ان مؤسسة الجواد التي تتولى نشر مؤلفات السيد ودروسه لها فتحت لها فرعا في مكان قريب من مكتب السيد السيستاني وهي تعمل على الدعوة الى السيد وافكاره .

      اما الطلبة في النجف الاشرف فيوجد عدد منهم يوافق السيد الحيدري على كل ما يقوله من كلام تقريبا وهم في العادة نسبة ضئيلة جدا من طلاب العلوم في حوزة النجف كما ان هناك اعتقادا جازما عند عدد غير قليل من طلاب واساتذة بعض العلوم التي درسها السيد الحيدري يعتقدون قطعا بان سمعة السيد في الضبط العلمي سمعة لا واقع لها وانه غير قادر على شرح عدد من الكتب التي درسها بطريقة صحيحة وان اخطاءه في الشروح المنشورة كثيرة جدا ولذلك فان المستقبل الذي خطه السيد الحيدري لنفسه كان مظلما من البداية وهو كان يعلم ان طرح نفسه للتقليد ليس مقبولا ولذلك اضاف قيودا لاهل الخبرة حتى يسلب اهل الخبرة حقهم في التشخيص والردود التي صدرت ضده كشفت عن عمق الماساة العلمية التي يمثلها وانه يمثله شخصية اعلامية وليست شخصية علمية وان عدم التوازن الذي عاشه خلال فترة دراسته جعله غير مؤهل لتحمل هذا الكم الهائل من القبول الجماهيري مع انه لم يصرح يوما بان هناك من يعينه في عمله مع ان ديدن العلماء هو الاعتراف بفضل الاخرين وقد لاحظت بصورة شخصية مخالفته لشروط البحث العلمي في مؤلفاته الاخيرة لانه لا يستطيع ان ينسب كل الكلام الى اهله والا تبين للقاريء حجم النقول التي يحتويها البرنامج الذي كان يقدمه وهذا ما حرص السيد على عدم انكشافه للاخرين حتى انه في بداية طرحه كان ياتي ببعض الكتب الشيعية ثم عند الى عدم فعل ذلك مخافة ان يبدو للناس بصورة الناقل وليس المبدع مع ان هذا هو الواقع ...
  

 

کاتب: جميل مانع البزوني  

 

 

منقول من الموقع  http://www.kitabat.info/subject.php?id=54014

 

أرسلت بواسطة admin في پنج شنبه 26 / 6 / 1394 |
صفحه قبل 1 ... 3 4 5 6 7 ... 9 صفحه بعد

جميع الحقوق محفوظة لمدير الموقع ؛ أي نسخ المحتوي مسموح فقط مع ذكر المصدر.. تنوية كما ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎلات او بحوث ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺃﻱ صاحب الموقع ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ،، ...
تصميم والأمثل القوالب: http://samentheme.ir/ ( )